صورة للنووي الایراني
صوت العراق – محمد حسين المياحي:
في ظل التهديدات المتبادلة بين النظام الايراني والولايات المتحدة الامريکية بسبب البرنامج النووي الايراني الذي تجاوز الحدود المسموحة له بکثير، ومع الاخذ بنظر الاعتبار إن المطلب الامريکي واضح ومحدد ويطالب بإنهاء الجانب العسکري من البرنامج أي عدم السعي من أجل إنتاج وصناعة القنبلة النووية، ومع ملاحظ إن مطلب إدارة ترامب هذا محدد وحازم بحيث إنه يضع حدا نهائيا للحلم النووي الايراني، فإن سعي النظام الايراني من أجل إنتاج القنبلة النووية يبدو وکأنه قد أصبح على المحك.
منذ أن بدأت المفاوضات الدولية مع النظام الايراني حول برنامجه النووي من أجل أن لا يکون برنامجه من أجل أهداف وأغراض عسکرية، فإنه وطوال أکثر من 3 عقود من هذه المفاوضات، ظل النظام الايراني يماطل ويمارس أنواع الطرق الملتوية الى جانب الکذب والخداع في سبيل إستمرار مساعيه السرية من أجل حيازة السلاح النووي، وحتى إن أو إتفاق نووي تم عقده مع النظام الايراني ونقصد به إتفاق الترويکا الاوربية مع النظام الايراني عام 2004، فإن النظام الايراني سرعان ما تنصل منه الى جانب إن الرئيس الاسبق حسن روحانيان والذي کان يقود وفد النظام في المفاوضات مع الترويکا الاوربية، فقد ورد في کتاب له تفاخره بخداع وفد الترويکا والتغطية والتستر على النوايا الحقيقية للنظام.
إطالة المفاوضات واللف والدوران وممارسة الکذب والخداع، کان من دأب النظام الايراني على الدوام وحتى إنه وبعد التوقيع على الاتفاق النووي للعام 2015، فقد کشفت المخابرات الالمانية والسويدية على حد سواء مواصلة النظام الايراني لمساعيه السرية بطرق مختلفة حتى وصلت الى إستغلال الشرکات الصينية من أجل الحصول على الاجهزة والتقنيات اللازمة لمواصلة المساعي السرية المشبوهة، واليوم وبعد أن طفح الکيل بالمجتمع الدولي ومع تزايد الاحتمالات بقرب تمکن النظام الايراني من إنتاج القنبلة النووية، فإن االموقف الامريکي الحازم والصارم من النظام الايراني من حيث إصراره على إتفاق حاسم يضع حد نهائي لمساعي النظام من أجل الحصول على القنبلة النووية، فإن سعي النظام مجددا للتهرب من المفاوضات من جهة والتذرع بحجج واهية ليست لها من علاقة بأصل البرنامج النووي، والمثير للسخرية هنا إنه وفي الوقت الذي يزعم فيه النظام الايراني بأن برنامجه النووي من أجل الاغراض السلمية وتوفير الطاقة، ومع إن النظام قد قام لحد الان بصرف أکثر من ترليوني دولار على هذا البرنامج فإنه لم يتمکن إلا بتوفير 2% من الطاقة الکهربائية! وفي کل الاحوال فإن الحقيقة التي باتت تتوضح إنه لم يعد هناك من مجال لمواصلة النظام الايراني لمساعيه السرية لخداع العالم والمنطقة من أجل حصوله على السلاح النووي وإنه أمام خيارين إما التخلي عن جهوده السرية المشبوهة أو تحمل تبعات وآثار المواجهة العسکرية التي من المٶکد إن النظام لن يبقى على أثرها!