موقع المجلس:
لطالما احتج الممرضون في إيران على نقص الكوادر التمريضية، مما أدى إلى ضغط عمل شديد، وانعدام الأمن الوظيفي، وانخفاض الأجور التي تؤثر على توازن حياتهم. وقد نظموا العديد من الاحتجاجات الجماهيرية خلال السنوات الماضية.
ووفقًا للأمين العام لبيت التمريض، فإن معظم الممرضين في إيران، وخاصة الذكور، يضطرون للعمل في نوبات إضافية مساءً بجانب نوباتهم النهارية، نظرًا لعدم كفاية الراتب الأساسي لتغطية تكاليف المعيشة، مما يؤدي إلى إرهاق شديد نتيجة كثرة العمل.
کما أكد رئيس هيئة نظام التمريض في إيران على وجود “نقص حاد” في عدد الممرضين في جميع أنحاء البلاد، مشيرًا إلى أن هناك “نقصًا بحوالي مئة ألف ممرض مقارنة بعدد الأسرّة في المستشفيات.”
وحذّر أحمد نجاتیان، رئيس هيئة نظام التمريض، يوم الجمعة 28 مارس، من أن هذا النقص أدى إلى “استبدال الممرضين المحترفين بأشخاص غير مؤهلين أو ممرضين يفتقرون إلى الكفاءة المطلوبة” في المستشفيات والمنازل.
و بحسب المعايير العالمية، فإن النسبة المثالية للممرضين إلى الأسرّة في المستشفيات تُقدر بـ 1.4 ممرض لكل سرير، بينما بلغت هذه النسبة في عام 2019 في بريطانيا 3.09 وفي كندا 2.52.
لكن في إيران، لا يقتصر النقص على مئة ألف ممرض فحسب، بل إن الدولة “غير قادرة حتى على تعويض الممرضين المتقاعدين سنويًا.”
وفي هذا السياق، أوضح أحمد نجاتیان:
“كل عام، يتقاعد حوالي ثلاثة إلى ثلاثة آلاف وخمسمئة ممرض، لكن القدرة على توظيف كوادر جديدة، لا سيما في مجال التمريض، لم تتجاوز عشرة آلاف ممرض سنويًا في السنوات الأخيرة.”
بالإضافة إلى هذه التحديات، حذر العديد من المسؤولين في القطاع الصحي خلال السنوات الماضية من موجة هجرة واسعة للممرضين الإيرانيين، معبرين عن قلقهم من عدم تعويض هذه الكوادر بكفاءات مناسبة.
وفي يناير 2024، كشف رئيس هيئة نظام التمريض في إيران أن “أكثر من عشرة آلاف من أفضل الممرضين الإيرانيين هاجروا إلى الخارج.”
وخلال العام الماضي، نُشرت تقارير عن زيادة حالات الانتحار بين الممرضين في إيران، وأرجع الخبراء ذلك إلى “الضغوط المتزايدة في بيئة العمل.”