موقع المجلس:
في ظلّ تجاهل مستمر من قبل النظام الإيراني لمطالبهم المشروعة، وعلى رأسها استعادة حقهم في مياه نهر “زایندهرود”، تواصلت احتجاجات مزارعي أصفهان.
فقد شهد يوم الخميس 27 مارس 2025 تجمّعًا جديدًا لهؤلاء المزارعين الكادحين الذين جسّدوا، مرّة أخرى، روح الصمود والتضامن في وجه الظلم والإجحاف.
وبعد شهور طويلة من الاحتجاجات المستمرة والنضال من أجل استرداد حقوقهم المائية، اضطرت السلطات إلى إعلان إطلاق المياه من سد زایندهرود لتجنب تضرّر المحاصيل الزراعية. إلا أنّ مصداقية هذا القرار تظلّ رهناً بمدى إصرار سكان أصفهان على انتزاع حقوقهم وتحقيق مطالبهم.
ويرى المراقبون أن مأساة مزارعي أصفهان ليست سوى نتيجة مباشرة لسياسات مشبوهة يتولاها حرس النظام الإيراني ومؤسساته الاقتصادية، وعلى رأسها شركة “فولاد مباركه” التي تعدّ من أكبر المستهلكين للمياه في المنطقة. وقد تجاهلت التقارير الرسمية الإشارة إلى هذه الجهات، واكتفت بتحميل مسؤولية الجفاف إلى مشاريع نقل المياه إلى يزد وكاشان، أو إلى الاستيطان الصناعي على ضفاف النهر.
وتعتمد منطقة ورزنه، التي يشكّل المزارعون فيها أكثر من 90% من سكانها، على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش، غير أنّ الجفاف وفقدان المياه أدّيا إلى انتشار البطالة وتفاقم الأزمات المعيشية. ولم تقدّم الحكومات المتعاقبة في ظل نظام الملالي أي بدائل اقتصادية جادّة لهؤلاء السكان، ما فاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.
الوعود المتكررة من المسؤولين بإحياء نهر زایندهرود لم تُترجم إلى خطوات ملموسة. فعلى سبيل المثال، تعهّد وزير الطاقة الأسبق علي أكبر محرابيان قبل أكثر من ثلاث سنوات بإعادة الحياة إلى النهر في غضون عامين، لكن النهر لا يزال جافًا، وتزداد التحذيرات من احتمالات تقنين مياه الشرب خلال الصيف المقبل.
تعكس هذه الوعود الكاذبة واقعًا مريرًا يتمثل في غياب الإرادة السياسية لحلّ الأزمة بشكل جذري. وفي ظلّ استمرار الإهمال الرسمي، تتواصل احتجاجات المزارعين مع بداية العام الإيراني الجديد، مطالبين بتغييرات جذرية في إدارة الموارد المائية.
إنّ صمود المزارعين ودعم أهالي أصفهان لهم يؤكد أنّه عندما يصطفّ المواطنون خلف مطالبهم العادلة، فإنهم سيكونون قادرين على فرض التغيير، مهما تجاهلت السلطة نداءاتهم.