موقع المجلس:
نشرت مجلة Cicero الألمانية السياسية مقالًا تحليليًا للدكتور فرانتس يوزف يونغ، وزير الدفاع الألماني الأسبق (2005-2009)، تحت عنوان: «البحث عن استراتيجية ذكية – الخطر من طهران»، تناول فيه التهديدات المتصاعدة التي يمثلها النظام الإيراني، وضرورة تبني نهج دولي جديد أكثر حسمًا في مواجهته.
أكد الدكتور يونغ في مستهل مقاله أن النظام الإيراني كان طوال العقود الماضية القوة الدافعة وراء غالبية الأزمات التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن هذا النظام «لم يحافظ على بقائه إلا من خلال إثارة الفوضى، ونشر المعلومات المضللة، واستخدام سياسة دبلوماسية الرهائن كأداة ضغط سياسية».
وأشار إلى أن الاستراتيجيات الغربية السابقة فشلت في التعامل مع هذا الخطر، حيث استمرت بعض الدول الغربية في اتباع سياسة المهادنة، متأثرة بما وصفهم بـ«خبراء إيران» الذين يروجون لادعاءات بعدم وجود بديل لنظام الملالي، محذرًا من أن هذه السردية الزائفة تعيق التغيير وتمنح النظام مزيدًا من الوقت لقمع الشعب الإيراني.
وشدد الوزير الألماني الأسبق على أن الشعب الإيراني، كما رفض في الماضي نظام الشاه، يرفض اليوم أيضًا الحكم الديني القائم، مؤكدًا أن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يأتي إلا من الداخل، أي من خلال الشعب والمقاومة المنظمة.
وفي هذا السياق، سلط الضوء على المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بوصفه «أكثر حركات المعارضة تنظيمًا في مواجهة نظام الملالي»، مشيرًا إلى أن المجلس «يمثل رؤية ديمقراطية واضحة لمستقبل إيران»، مستندًا إلى البرنامج المكوّن من عشرة بنود الذي طرحته السیدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة لهذا المجلس، والذي يؤكد على بناء إيران ديمقراطية خالية من السلاح النووي، تقوم على فصل الدين عن الدولة، وتسعى للتعايش السلمي مع جيرانها.
كما نوّه الدكتور يونغ بأن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية سبق أن كشف مرارًا أنشطة النظام التخريبية، بما في ذلك برنامجه السري لتصنيع الأسلحة النووية، وعملياته الإرهابية، ومساعيه لزعزعة استقرار المنطقة.
وفي هذا السياق، شدد على أهمية دعم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ودورها المحوري ضمن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وكذلك دعم وحدات الانتفاضة في داخل البلاد، باعتبارها قوة التغيير الحقيقية.
وقال إن فرض سياسة عقوبات شاملة على النظام الإيراني أمر ضروري، إلا أن دعم المقاومة المنظمة والتعاون معها لا يقل أهمية.
وختم مقاله بدعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني والمعارضة الديمقراطية التي تناضل من أجل الحرية، معتبرًا أن كسر السردية الزائفة حول غياب البديل هو مفتاح دعم السلام في الشرق الأوسط والعالم.