موقع المجلس:
وثّق مقطع فيديوو في مشهد مؤلم يتكرّر مرارًا على أطراف إيران المنسية،
حديث لحظات قيام قوات النظام الإيراني بتدمير منازل تعود لأهالي بلوش فقراء، وسط صرخات نساء وأطفال تحوّلوا إلى لاجئين داخل وطنهم. المشهد ليس جديدًا، لكنه يعكس بوضوح السياسة المنهجية التي يتّبعها النظام الإيراني، بإشراف مباشر من علي خامنئي، في قمع الهويات المهمّشة وحرمانها من أبسط حقوقها.
مشهد مروّع من الظلم والحرمان
الفيديو، الذي تمّ تداوله بتاريخ مارس 2025، يُظهر قوات تابعة لحرس النظام الإيراني في مدينة چابهار بمحافظة سيستان وبلوشستان، وهي ترافق جرافات ثقيلة تقوم بهدم عدد من المنازل الطينية في حيّ فقير مأهول بالسكان البلوش.
حمله وحوش خامنهای به هموطن بلوچ و تخرین خانه در حال ساخت on Vimeohttps://vimeo.com/1068968228
ترافق العملية أصوات بكاء الأطفال وصراخ النساء، وسط محاولات يائسة من السكان لمنع تدمير بيوتهم، التي لا تملك سوى جدران بسيطة وسقوف من الصفيح. في أحد المشاهد، يظهر رجل مسن واقفًا أمام منزله، يشاهد كيف يُهدم بيت عمره، بينما يقف الجنود مدجّجون بالسلاح دون أي اكتراث.
بلوشستان… الإقصاء المزمن والتهميش المتعمّد
تُعدّ محافظة سيستان وبلوشستان من أكثر مناطق إيران حرمانًا وفقراً، رغم غناها الطبيعي والموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به. ومع ذلك، يتعرّض سكانها، وغالبيتهم من السنّة البلوش، لتمييز طائفي وعرقي ممنهج في مجالات التعليم، التوظيف، التنمية، والبنية التحتية.
يتّبع النظام الإيراني سياسات إفقار وتجويع ممنهجة تجاه سكان هذه المناطق، مع تعزيز القبضة الأمنية، وحرمان السكان من حقوقهم السياسية والدينية والثقافية. يعيش أغلب سكان القرى البلوشية دون مياه شرب، ولا كهرباء، ولا طرق ممهدة، في وقت تُصرف فيه المليارات على مشاريع توسّعية وقمع داخلي في مناطق أخرى من البلاد.
إنّ هدم منازل الفقراء هو انعكاس صارخ لسياسة التجويع والتخويف التي ينتهجها النظام الإيراني تجاه من يراهم خارج دائرته المذهبية والسياسية. وما دام النظام يواصل استخدام الجرافة بدل العدالة، والسلاح بدل التنمية، فستبقى أصوات هؤلاء المهمّشين تتردّد رغم الحطام.