صوت کوردستان- محمد حسين المياحي:
ليس من السهل على النظام الايراني أن يقرر رفض عرض الرئيس الامريکي دونالد ترامب بالجلوس الى طاولة التفاوض ولاسيما وإن العرض الامريکي لا يتحمل الرفض والمقاطعة لأن رفضه يعني تحمل تبعات المواجهة العسکرية، وإن المرشد الاعلى للنظام عندما أعلن في 12 مارس الجاري عن رفض صريح للتفاوض، فإنه يعلم جيدا بأن المفاوضات هذه المرة تختلف عن سابقاتها وليس في إمکان النظام ممارسة الکذب والخداع والمراوغة بل إنه أمام اسلوب شفاف وحازم في نفس الوقت.
ومن دون شك، فإن موقف خامنئي المقاطع للتفاوض ليس بذلك الخيار الممکن للنظام إتخاذه ذلك إن النظام وطوال أکثر من 3 عقود من التفاوض بشأن برنامجه النووي، قد أثبت عدم جديته ونواياه المريبة التي کشفت عنها منظمة مجاهدي خلق الایرانیة لمرات عديدة وقدمت أدلة دامغة على ممارسة النظام للکذب والخداع وسعيه المحموم من أجل إمتلاك السلاح النووي، ولذلك فإن النظام يعلم جيدا بأن عواقب رفضه للتفاوض ستٶدي به الى مواجهة ليس بإمکانها خوضها وتحمل آثارها وتبعاتها، ولذلك فإننا نشهد حالة من التخبط والفوضى بشأن ما يجب على النظام في مواجهة التهديد الامريکي.
وفي الوقت الذي يٶکد فيه الرئيس الاسبق حسن روحاني بوخامة الاوضاع ويلمح للجلوس الى طاولة التفاوض، قائلا”الوضع في غاية الخطورة، وكلما تقدمنا، أصبح أكثر سوءا وصعوبة.”، فإن أحمد علم الهدى، ممثل الولي الفقيه وإمام جمعة مشهد بخلاف روحاني يقول:” هناك عناصر اخترقت نظامنا، تسعى لدفعنا نحو التفاوض مع أمريكا. نحن نخشى أن تكون هناك مؤامرة وراء هذا الأمر.”، في حين يحاول رجل الدين نوري، أمام جمعة بجنورد التملق لخامنئي قائلا:” ترامب كان يريد أن يضع مسؤولينا في فخ ثنائية الحرب أو التفاوض، لكن رأيتم كيف أن الولي الفقيه أنقذنا بحكمة من هذا الفخ؟” ثم يضيف”لا يمكن لأي عاقل أو سياسي ذكي أن يدخل في تفاوض مع هؤلاء”.
لکن المثير للسخرية إنه في هذا الخضم الملئ بالتناقض والتخبط أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إستعداد النظام للتفاوض مع واشنطن عبر وسيط کما حدث في السابق، لکن المشکلة إن الاوضاع الحالية للنظام لا تتحمل کالسابق کما إن الضغط الامريکي ليس من النوع الذي يمکن تحمله ومواجهته وإستيعابه، وعلاوة على کل هذا، هناك شعب غاضب وساخط على هذه الاوضاع الاستثنائية السيئة التي لا نهاية لها کما إن هناك معارضة منظمة تتربص بالنظام وتنتظر ساعة الصفر للتحرك ضده، ولذلك فإن النظام في أسوأ وضع وهو أشبه بذلك الذي يقف على حائط في جانبيه النار ومن دون شك فإن هناك فاتورة مستحقة على النظام الايراني دفعها لأکثر من طرف!