موقع المجلس:
الدكتورة زينب البدول، النائبة السابقة في البرلمان الأردني والرئيسة السابقة للجنة شؤون المرأة في البرلمان، تقدم نظرة معمقة ومليئة بالإعجاب حول دور المرأة الإيرانية في النضال من أجل الحرية والديمقراطية. في مقال نشره موقع “إيلاف” (لندن) بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تناولت واقع النساء في إيران والأردن، مشيرةً إلى الفروقات الجوهرية بين نضالات النساء في البلدين، ومؤكدة أن المرأة الإيرانية أصبحت نموذجًا يحتذى به في نهوض المرأة في الشرق الأوسط والعالم.
وتصف الدكتورة البدول المرأة الإيرانية بأنها رائدة التغيير الديمقراطي في إيران، فرغم تعرضهن للقمع والإعدامات والتمييز والاستبداد، لم يخضعن لهيمنة الولي الفقيه. وتشير إلى أن النظرة المهينة للنظام الإيراني تجاه النساء، والتي وصلت إلى حد الإهانة، وسفك الدماء، واستعبادهن، لم تتمكن من إخماد نضالهن. بل على العكس، استطاعت المرأة الإيرانية، بتسجيل أعلى مستويات التضحية والبطولة، أن تصل إلى مواقع قيادية داخل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وقيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. هذا الدور البارز يعكس تطورهن السياسي والثوري الذي انبثق من قلب دكتاتوريتين متعاقبتين.
كما تؤكد الكاتبة أن آلاف النساء اللواتي استشهدن في طريق الحرية لم يثبطهن سلاح الإعدام والقمع، بل زادهن عزيمةً وإصرارًا على النضال من أجل الديمقراطية وعزة الوطن. هذا الصمود جعل المرأة الإيرانية نموذجًا حيًا لحركات المرأة في الشرق الأوسط والعالم.
وتتناول الدكتورة البدول الفرق بين نضال المرأة في الأردن وإيران، مشيرة إلى أن المقارنة بينهما قد لا تكون منصفة بسبب الاختلافات الجوهرية في البيئة السياسية والاجتماعية. تصف الأردن بأنه بلد يتمتع ببيئة ديمقراطية نسبية، حيث استطاعت المرأة، رغم شح الموارد الاقتصادية، تحقيق تطور كبير بفضل القرارات السياسية والاجتماعية الحكيمة.
أما المرأة الإيرانية، فتخوض معركة في قلب الجحيم ضد القمع والاستبداد. هذا التفاوت لا يعني تباعد النساء العربيات عن نضال الإيرانيات، بل على العكس، يدفع الحرائر الأردنيات والعربيات لدعم نضال المرأة الإيرانية من أجل الحرية.
دور المرأة في المقاومة الإيرانية واتساعه داخل البلاد
تشير الكاتبة إلى أن دور المرأة الإيرانية لا يقتصر فقط على القيادات في الخارج، مثل أشرف 3، بل يمتد إلى داخل إيران، حيث تنشط النساء داخل وحدات الانتفاضة، وبشجاعة كسرن حاجز الخوف، رافعات شعارات مثل: “سواء بالحجاب أو بدونه، إلى الأمام نحو الثورة”، متحديات بذلك مزاعم النظام حول تناقض الثورة مع الدين. هذا الحراك جسد أروع صور الصمود والمقاومة ضد آلة القمع التابعة للنظام الإيراني.
اليوم العالمي للمرأة وتجديد الدعم لنضال النساء الإيرانيات
تتطرق الدكتورة البدول إلى الاحتفاء السنوي الذي تنظمه المقاومة الإيرانية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حيث حضره شخصيات نسائية عالمية بارزة، وهو فرصةً لتجديد الدعم لنضال الشعب الإيراني، خاصة النساء الرائدات في هذا الكفاح. كما تحدثت عن كلمة رئيسة جمهورية المقاومة، التي تستعرض فيها البرنامج المكوّن من عشرة بنود، مؤكدة على مبادئ العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان والقوانين الدولية. هذا البرنامج حظي بدعم واسع من قبل أحرار العالم.
وترى الكاتبة أن تحقيق إيران ديمقراطية وغير نووية، بقيادة المرأة الإيرانية المناضلة، هو مفتاح استقرار الشرق الأوسط. وتشير إلى أن وضع حد لأطماع النظام الإيراني وتدخله في شؤون دول الجوار لن يكون ممكنًا إلا بتحقيق هذا الهدف. كما تؤكد أن إيران الحرة والمتحررة من الاستبداد ستكون نموذجًا لازدهار المنطقة ونهضة المرأة عالميًا.
وفي ختام مقالها، تصف الدكتورة زينب البدول نضال النساء الإيرانيات بأنه تضحية من أجل الآخرين ومن أجل القيم العليا، مما يجسد أسمى معاني الشرف والإنسانية. وتدعو العالم العربي والمجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب المرأة الإيرانية والمقاومة الإيرانية، مؤكدة أن نجاحهن لن يكون مكسبًا لإيران فقط، بل للاستقرار والتقدم في المنطقة بأكملها.