الأحد, 23 مارس 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

طهران والاحتمالات الثلاث

ايرانيات في سوق بطهرانتحدي أسعار المواد الغذائية أمام الجميع

 

میدل ایست اونلاین- منی سالم الجبوري:
ثمة تصعيد سياسي وعسكري إقليمي للضغط على الإيرانيين. لكن ما يكمن للنظام الإيراني الآن ويهدده هو ما يدور حول الوضع الاقتصادي والميزانية. لا يوجد إيراني بعيد عن هذا التأثير.
مهما سعى الاعلام الرسمي الإيراني، الى جانب تصريحات المسؤولين، التقليل من شأن الرسالة التي وجهها الرئيس دونالد ترامب الى طهران من أجل التفاوض والإيحاء بأن هناك خيارات أخرى لإيران في مواجهة الضغوطات الاميركية التي تتضاعف يوما بعد يوم، فإن تكرار ترامب لتحذيره من أن “هناك طريقتين للتعامل مع إيران: إما عسكريا أو من خلال إبرام اتفاق”، بدد ويبدد تلك المساعي والدليل العملي على ذلك إنه من يفرض تأثيره على مختلف الاوضاع في إيران ولاسيما الاقتصادية والمعيشية منها.

طهران التي تحاول أن تؤكد بأنها في مستوى التهديدات الاميركية وإن لها خياراتها وحتى إنها تسعى للفت الانظار الى علاقاتها القوية مع روسيا ودور ذلك في دعمها وتأييدها في موقفها في مواجهة واشنطن (ولاسيما بعد ما تم كشفه عن دورها في مد روسيا بالمسيرات في حربها ضد اوكرانيا). لكن الكرملين وفي خطوة إعتراضية فيها نوع من التودد لواشنطن وفي رد على سؤال عما إذا كانت روسيا أجرت مشاورات مع إيران قبل أو بعد ردها على رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب حث فيها طهران على التفاوض بشأن اتفاق نووي، شدد الكرملين اليوم الاثنين على أن إيران تحدد مواقفها السياسية بنفسها.

في هذا الخضم الذي تشهد فيه إيران زيادة عزلتها الدولية ويؤكد بصورة وأخرى إن معظم التفاحات في السلة الاميركية، فإن محاولاتها للتخفيف من وطأة الضغوطات الاميركية عبر أوروبا، لا تسير وفق النمط والسياق المفترض بل وحتى على العكس من ذلك وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار إنه لم يتبق أمام الدول التي وقعت على الاتفاق النووي سوى 8 أشهر أي حتى أكتوبر 2025، لتفعيل “آلية الزناد” أي إعادة فرض العقوبات الدولية الملغاة على طهران، فإن الصورة تصبح أكثر قتامة في إيران.

الاعلام الرسمي الايراني يحاول تصوير التهديد الاميركي بضرب النووي الايراني بأنه “جعجعة” ويعود الى العزف على نغمة إغلاق مضيق هرمز وضرب القواعد الاميركية في المنطقة. لكن الملاحظة المهمة هنا، إن إيران تكرر هذه النغمة كلما ضاقت بها السبل وهي لحد الان على الاقل لم تتجاوز حدود النظرية، لكن، وعند إجراء عملية مقارنة بين مدى الجدية في التهديدات الاميركية من جانب والايرانية من جانب آخر بإغلاق مضيق هرمز وضرب القواعد الاميركية في المنطقة، فإننا نجدها عند الطرف الأول.

ولابد من توقف هنا، والاخذ بنظر الاهمية والاعتبار الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة جدا والتي تتفاقم عاما بعد عام حتى وصلت الى حد لا يطاق ولعل نظرة على ما قد آل إليه الوضع الاقتصادي ولاسيما وإن الميزانية الايرانية لعام 1404 (مارس 2025 – مارس 2026)، تعكس وبصورة جلية حالة اليأس الاقتصادي التي يعيشها، حيث تلجأ الحكومة إلى فرض زيادات ضريبية هائلة، وغرامات باهظة، ورسوم خدمات متصاعدة لتعويض عزلتها الدولية وأزمتها المالية التي ألحقتها بنفسها، وهذا كله ينعكس سلبا على الشعب الايراني لأن النظام ومع تشديد العقوبات الدولية، وارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق، وضغوط متزايدة على عائدات النفط، لجأت حكومة مسعود بزشكيان إلى استنزاف الشعب كمصدر رئيسي للإيرادات، من خلال زيادة الضرائب بنسبة 53%، ورفع الغرامات بشكل غير مسبوق، وزيادة هائلة في رسوم الخدمات، بينما تستمر في الإنفاق بسخاء على الحرس الثوري الإيراني، والمؤسسات الدينية، والأجهزة الأمنية التابعة للدولة.

لكن، يجد أيضا تدارك ثمة حقيقة مهمة وهي إن هناك حالة غليان شعبي على سوء الاوضاع وإن معظم المؤشرات تؤكد بأن الشعب الذي أصبح غالبيته يعيشون تحت خط الفقر، قد ضاق ذرعا بسوء الاوضاع التي هي بالأساس حاصل تحصيل السياسات المتبعة منذ قرابة 46 عاما، وفي النتيجة فإن خامنئي وحكومة بزشكيان في مواجهة ثلاثة إحتمالات؛ أولها الاستسلام للضغوط الاميركية والقبول بالمطالب وهو يعني إن الثغرة التي فتحها ضمور حزب الله وسقوط بشار الاسد ستتوسع الى الحد الذي يمكن أن تصبح كثقب أسود يبتلع النظام القائم منذ 46 عاما.

الاحتمال الثاني؛ هو رفض التفاوض والدخول في مواجهة مع أميركا ترامب التي أعدت كل شيء من أجل تحقيق أهدافها، والمواجهة هذه ووفق كل التقديرات في غير صالح إيران وهي في النتيجة تقود الى ما قاد إليه الاحتمال الأول.

أما الاحتمال الثالث؛ فهو إندلاع إحتجاجات شعبية واسعة النطاق لن تنتهي هذه المرة كسابقاتها، ولاسيما وإن هناك شعب غاضب ومعارضة أعدت كل شئ من أجل مستقبل إيران بعد مرحلة الحكم الديني المتشدد، وهذا الاحتمال هو الذي كان ولازال هاجس الخوف لدى النظام، لأنه لو حدث هذه المرة فإنه سيجعل من الحكم القائم أثرا بعد عين.