صورة عن العراک في البرلمان الایراني
موقع المجلس:
تصاعدت ردود فعل نواب برلمان النظام الإيراني المليئة بالخوف والتصريحات التهديدية، اثر نشر رسالة من الرئيس الأمريكي تحدد مواقف واشنطن تجاه البرنامج النووي الإيراني.
. هذه المواقف التي صدرت عن محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس النظام، وعدد من النواب الآخرين، تعكس قلق النظام من احتمال تصعيد الضغوط الدولية عليه.
محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس النظام، وصف في رده على رسالة الرئيس الأمريكي أنها مجرد “خدعة لإظهار نية التفاوض”، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي منها هو فرض نزع سلاح النظام الإيراني. وأكد أن الوثيقة السياسية للحكومة الأمريكية تثبت ذلك. كما ادعى أنه لا يمكن لأي مفاوضات أن تنجح تحت التهديد والابتزاز، مؤكدًا أن النظام لن ينتظر أي رسالة من الولايات المتحدة، بل سيعتمد على ما سماه “تعزيز قوة إيران” لمواجهة العقوبات.
الادعاء بالقدرة على تصنيع السلاح النووي
في تصريح ينطوي على تهديد، قال معتمدي زاده، أحد أعضاء مجلس النظام، إن إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 90%، مضيفًا أنه إذا قررت طهران إنتاج السلاح النووي، فذلك سيكون “مثل شرب الماء” بالنسبة لها. هذه التصريحات تتناقض مع ادعاءات النظام المستمرة بأن برنامجه النووي سلمي، مما يكشف حقيقة نواياه أمام المجتمع الدولي.
أما النائب دوستعلي، فقد زعم أن الهدف الأساسي من حديث الغرب عن المفاوضات هو خلق ضغوط في الرأي العام الإيراني والتشكيك في موقف النظام. كما انتقد تغييرات المسؤولين المستمرة داخل النظام دون معالجة المشاكل الحقيقية، معتبرًا أن استبدال الأشخاص لن يحل الأزمات الداخلية العميقة التي يواجهها النظام.
الحجاب: أداة للقمع والسيطرة الاجتماعية
من القضايا التي أثيرت أيضًا في مداخلات نواب النظام مسألة الحجاب. حيث أعربوا عن قلقهم من تراجع الالتزام بفرض الحجاب الإجباري، محذرين من أن ذلك قد يهدد ما يسمونه “القيم الحاكمة”. لكن في الواقع، يستخدم النظام قضية الحجاب كأداة للقمع وإسكات أي معارضة. فسياسات الحجاب الإجباري هي وسيلة للضغط على المجتمع وتعزيز قبضة النظام الأمنية. عبر هذه السياسة، يسعى النظام إلى تحويل الأنظار عن أزماته الاقتصادية والفساد المستشري، وقمع الشباب والنساء الذين يعارضون استبداده.
تعكس ردود الفعل المذعورة لنواب برلمان النظام الإيراني على رسالة الرئيس الأمريكي مدى عمق أزمته الداخلية وخوفه من تصاعد الضغوط الخارجية. وبينما يحاول النظام الادعاء بالقوة والثبات، فإن التصريحات المتناقضة، بما في ذلك التهديد الضمني بامتلاك السلاح النووي، تكشف حقيقة توجهاته. وفي الوقت ذاته، لا يزال القمع الاجتماعي، وخاصة فرض الحجاب الإجباري، إحدى الأدوات الأساسية للنظام للسيطرة على المجتمع وكبح الاحتجاجات. لكن هذه السياسات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الغضب الشعبي وتصاعد المعارضة ضد النظام في الداخل والخارج.