موقع المجلس:
تصاعدت سلسلة واسعة من الاحتجاجات يوم 9 مارس 2025 في المدن الایرانیة. و القد شملت سائقي الشاحنات، المتقاعدين، الممرضين، وعمال النفط، إضافة إلى موظفي الجامعات وفرق الطوارئ الطبية. هذه المظاهرات، التي اندلعت في مختلف المحافظات، تعكس حجم الغضب الشعبي المتزايد بسبب التدهور الاقتصادي، الفساد المستشري، وانهيار القدرة الشرائية. مع استمرار تجاهل النظام لمطالب المحتجين، تبدو الأوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد، خاصة في ظل تفاقم الأزمة المعيشية والانهيار المالي.
احتجاجات سائقي الشاحنات في طهران
واصل سائقو الشاحنات القادمين من الحدود التركية احتجاجاتهم أمام الجهات المعنية، رافضين الفساد المستشري في قطاع النقل والتعدين. السائقون طالبوا بالإفراج الفوري عن شاحناتهم المحتجزة بشكل غير قانوني، والتي تسببت في خسائر مالية ضخمة لهم، في وقت يعانون فيه من ارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب التعسفية.
احتجاجات المتقاعدين في مختلف المدن
خرج متقاعدو منظمة الضمان الاجتماعي إلى الشوارع، مطالبين بزيادة معاشاتهم التقاعدية وتحسين الخدمات الصحية والاجتماعية، وسط أزمة تضخم خانقة تلتهم دخولهم المتآكلة.
وفي خطوة مماثلة، نظم المتقاعدون في شوش مسيرة احتجاجية تنديدًا بالفساد الحكومي، عدم صرف مستحقاتهم، وغياب أي حلول حقيقية لأوضاعهم المتدهورة.
وشهدت مدينة شوشتر تجمعًا احتجاجيًا لمتقاعدي الضمان الاجتماعي الذين نددوا بتجاهل السلطات لمطالبهم المتكررة حول تحسين الرواتب التقاعدية، والتي لم تعد تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية.
وتجمع متقاعدو قطاع الفولاذ أمام صندوق تقاعد الفولاذ في مازندران، مؤكدين أن رواتبهم الحالية لا تتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة، مما يدفعهم إلى الاحتجاج بشكل مستمر.
وشهد شارع نشاط في أصفهان مسيرة احتجاجية حاشدة لمتقاعدي قطاع الفولاذ والمناجم، الذين رفعوا شعارات منددة بعدم تلبية مطالبهم المالية والمعيشية، في ظل تجاهل حكومي مستمر.
ورغم الأمطار الغزيرة وسوء الأحوال الجوية، نظم متقاعدو كرمانشاه تجمعًا احتجاجيًا أمام مبنى الضمان الاجتماعي، في إصرار واضح على مطالبة السلطات بتنفيذ وعودها بزيادة الرواتب وتحسين الخدمات.
إضراب الممرضين في يزد
احتج الممرضون في يزد أمام جامعة العلوم الطبية، تنديدًا بالأجور المتدنية، نقص الكوادر الطبية، والظروف المعيشية الصعبة. الممرضون رفعوا مطالبهم للحكومة، لكنهم لم يتلقوا أي استجابة رغم تزايد الضغوط الاقتصادية.
إضراب عمال النفط في حقل بيبي حکيمه
أضرب العمال المتعاقدون في الحقل النفطي عن العمل، احتجاجًا على عدم دفع مكافآتهم المالية الخاصة بعيد النوروز، وسوء ظروف العمل. يأتي هذا في وقت تحقق فيه شركات النفط الحكومية أرباحًا ضخمة، بينما يعاني العمال من أوضاع مأساوية.
احتجاج طواقم الإسعاف في رشت
نظم موظفو الطوارئ الطبية في رشت مسيرة احتجاجية، مطالبين بتحسين رواتبهم وظروف عملهم. المحتجون رددوا شعارًا يعكس معاناتهم:”كفى وعودًا فارغة، موائدنا فارغة!”
إضراب سائقي شاحنات الخرسانة الجاهزة في مشهد
دخل سائقو شاحنات الخرسانة الجاهزة في إضراب شامل احتجاجًا على السياسات الحكومية التي أدت إلى تقليص حصصهم من وقود الديزل، ما أثر بشكل كبير على أعمالهم.
احتجاج موظفي جامعة طهران ضد الفساد
خرج موظفو جامعة طهران في احتجاجات غاضبة، مطالبين باستقالة المسؤولين الفاسدين، ورددوا شعارات مثل:”وزير الظلم، استقل، استقل!” و”مدير الجامعة، استقل، استقل!”
الأزمة الاقتصادية: السبب الحقيقي وراء تصاعد الاحتجاجات
لم تأتِ هذه الاحتجاجات من فراغ، بل تعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تعصف بإيران. التضخم المتصاعد، تراجع قيمة العملة المحلية، والفساد المستشري في مؤسسات الدولة جعلت الحياة اليومية للإيرانيين لا تطاق.
التضخم والانهيار المالي:
تدهور قيمة الريال الإيراني أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية بشكل كارثي.
الأسعار تواصل الارتفاع بينما الرواتب راكدة، مما يجعل حتى الاحتياجات الأساسية خارج متناول الفقراء والطبقة المتوسطة.
النظام الإيراني يواصل إهدار مليارات الدولارات على تمويل الميليشيات التابعة له في المنطقة، بينما يعاني الشعب من أزمة معيشية خانقة.
الاقتصاد الإيراني مُنهار بسبب العقوبات وسوء الإدارة، لكن المسؤولين يواصلون الثراء على حساب الشعب.
التجاهل الحكومي وعدم الاستجابة:
رغم كل هذه الاحتجاجات، لا تزال الحكومة تتجاهل المطالب الشعبية، مما يهدد بتصاعد الغضب الشعبي نحو ثورة شاملة.
إيران اليوم على صفيح ساخن، حيث تتزايد الاحتجاجات وتتصاعد حالة السخط العام. ومع استمرار النظام في تجاهل المطالب الشعبية، فإن الشارع الإيراني لن يهدأ، والمظاهرات ستتحول إلى حراك أوسع قد يهدد بقاء النظام نفسه.