حتى المعارضة الإيرانية تطالب بكف الملف النووي لأنه سيجلب الخراب على إيران.
صندوق استعراضي لشكل المفاعل النووي الإيرانيلا يوجد منطق لنووي على حساب كل شيء
ميدل ایست اونلاین- منی سالم الجبوري:
لأكثر من مرة صدر تصريح يؤكد على إن الوقت ينفذ من أجل كبح جماح إيران لتطوير برنامجها النووي وصناعة القنبلة النووي، والملاحظ إن صدور هكذا تصريح كان يتزامن مع أجواء مشحونة بالتوتر من أجل ممارسة الضغط على إيران وتوحيد الجهود الدولية المبذولة ضدها بهذا الصدد. ولئن كان هناك تصور بأن إطلاق تصريح بذلك الشكل يعني تشديد الضغوط على إيران أو إن هناك ثمة أمور وإجراءات أخرى، لكن هذا التصور قد خاب ولم يحدث أي شيء من هذا القبيل، وظل الامر على حاله والحال هذا بقاء الموقف الدولي على رخوته ودأب طهران على الاستمرار في مساعيها السرية لتطوير برنامجها النووي.
البرنامج النووي الايراني بعد إبرام الاتفاق النووي للعام 2015، لم يبق على ذلك المستوى بل وحتى إنه قد قطع أشواطا طويلة. ومع إن إغتيال العالم الايراني فخري زادە كان موجعا لطهران إلا إنه لم يحول دون إستمرار النشاطات السرية بل إستمرت وتزايدت الشكاوي الدولية منه مثلما إستمر التهديد أيضا لطهران من مغبة ذلك. غير إنه ومع عودة ترامب كرئيس للولايات المتحدة، فإن هناك تصورات تميل الى الجزم بأن ذلك الحال الذي إستمر لأكثر من 3 عقود، لا يبدو إنه سيبقى كذلك خلال الاعوام الاربعة من ولاية ترامب.
ومن هنا فإن التحذير الاخير الذي جاء على لسان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من أن الوقت ينفد أمام التوصل لاتفاق لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني مع استمرار طهران في تسريع تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تقترب من المستوى اللازم لصنع الأسلحة. ليس من السهل وضعه في خانة الحالة السابق، والدليل إن الأجواء السائدة في إيران بدءا ببيت المرشد الاعلى ومرورا بالحكومة والحرس الثوري، متوترة ويبدو القلق عليها واضحا، لأنهم يعلمون إن جرتهم قد لا تسلم هذه المرة!
صحيح إن هناك ثمة تناقضات ملفتة للنظر في تصريحات ومواقف ترامب من إيران وبرنامجها النووي، ولكن ذلك لا يخفي إنه، أي ترامب، عازم وعزمه واضح من إنه لن يغادر البيت الابيض من دون حسم ملف البرنامج النووي الايراني، وإن تعالي الاصوات في داخل الاوساط السياسية الايرانية المختلفة، وبالأخص الفعالة منها والداعية الى إجراء تغيير في العقيدة النووية والشروع بإنتاج القنبلة النووية، ما هو إلا رد فعل وإنعكاس على القلق الايراني البالغ من عزم وإصرار ترامب على حسم البرنامج النووي الايراني الذي هو مقلق للجميع وبشكل خاص لبلدان المنطقة التي ترى فيه بمثابة قوة داعمة لسياستها المشبوهة في المنطقة، ويمكن القول بأن الاجواء السائدة بصورة عامة لا تبعث على الراحة لإيران.
الملفت للنظر إنه ليست إسرائيل والبلدان الغربية وبلدان المنطقة تطالب بوضع حد للبرنامج النووي الايراني وتعطيله، بل وحتى إن المعارضة الايرانية تطالب بذلك وإن السیدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية قد طالبت خلال خطاب موجه لمئات الايرانيين المتظاهرين أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، قد طالبت بتفعيل آلية الزناد في إطار القرار 2231 لمجلس الأمن وإعادة تنفيذ القرارات الستة لمجلس الأمن الدولي ضد المشاريع النووية للنظام وتفكيك البرنامج النووي بالكامل. وهذا إجراء كان ينبغي اتخاذه منذ وقت طويل. أي تأخير يمنح النظام فرصة للوصول إلى القنبلة النووية.