الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
بعد أن غلب على نظام الملالي اليأس الکامل من أن يتمکن من تحقيق ما کان قد حققه في الاتفاق النووي في تموز 2025، وتيقنه من إن ذلك الامر لن يتکرر مرة أخرى، ولاسيما وإن ترامب الذي ألغى ذلك الاتفاق يريد إتفاقا يحسم المشروع النووي للنظام وينهي مساعيه السرية من أجل حيازة القنبلة النووية، فقد جاء الموقف الحدي للملا خامنئي برفض التفاوض مع واشنطن رفضا قاطعا والذي باتت الاوساط السياسية والاعلامية للنظام تطبل وتزمر له بمختلف الانواع من أجل التغطية على الحالة المزرية للنظام.
ومن دون شك فإنه ومع تفاقم مضطرد في الازمات الداخلية الى جانب تصاعد الضغوط الدولية على النظام الإيراني، كثفت السلطات ووسائل الإعلام الرسمية تحذيراتها من التهديدات الخارجية، مما يعكس حالة التأهب المتزايدة لدى النظام ضد ما يعتبره محاولات للتدخل الأجنبي. هذه التحذيرات، التي تتسم بخطاب تصعيدي وتوقعات متشائمة، تكشف عن قلق متزايد داخل النظام بشأن هشاشته المتزايدة.
ومن دون شك فإن عين النظام على الاوضاع الداخلية والخوف من إنفلاتها في ظل تزايد مشاعر رفض النظام وکراهيته وعدم توقف الاحتجاجات الشعبية والاهم والاکثر تأثيرا على النظام إن الشبکات الداخلية لمجاهدي خلق قد قامت خلال الايام الاخيرة بتنفيذ 74 عملية ثورية في طهران و43 مدينة أخرى، ذلك إن النظام يعلم جيدا بأن إنفلات زمام الامور من بين أيادي قواته القمعية يعني إن النظام سيواجه الجحيم الذي يتجنبه على مر ال46 عاما الماضية.
“إذا تعرضت مصالحنا الوطنية للخطر، فسنجعل مصالحهم الوطنية مهددة في جميع أنحاء العالم.”، هکذا صرح مجيد خادمي، رئيس منظمة حماية المعلومات في حرس النظام الإيراني، في ال12 من فبراير الجاري، وهو يٶکد اسلوب النظام المعروف في حالة مواجهته لأخطار وتحديات أکبر منه ولاسيما بعد أن عرف النظام بأنه من الصعب أن يتمکن من خداع العالم مرة أخرى فيما يتعلق بنواياه المشبوهة من أجل حيازة القنبلة النووية وبنفس السياق فإن خادمي أضاف وهو يشير للسياسة الامريکية في عهد ترامب:” بما أن ترامب يتمتع بدرجة معينة من الشفافية، فقد كشف بشكل واضح عن طبيعة الأمريكيين الحقيقية. لذلك، وكما أوضح القائد الأعلى، ليست لدينا أي قيود في التعامل مع العالم، لكن خطنا الأحمر هو التفاوض مع الأمريكيين.”، کما إن أحمد رضا رادان، قائد قوى الأمن الداخلي، سعى في کلمة ألقاها قبل أيام إلى رفع معنويات القوات الأمنية المنهارة عبر استرجاع المواجهات السابقة، مقدما إياها كدليل على “صلابة النظام”.
لکن المثير للتهکم أن محمد عبادي زاده، ممثل خامنئي في بندر عباس، أعاد تكرار مخاوف النظام من “المؤامرات الخارجية”، قائلا: “كل عام نقول إن هذا العام مهم، لكن هذا العام بالغ الأهمية. الأعداء يحاولون الإطاحة بالثورة الإسلامية، ونسأل الله ألا يأتي اليوم الذي ينجحون فيه بذلك.”، لکن من الواضح جدا إن تصاعد هواجس النظام والتصريحات الانفعالية والمتسمة بالتخبط، تأتي في وقت نجحت المقاومة الايرانية في لفت أنظار العالم الى المواجهة بين النظام الرجعي من جهة وبين الشعب والمقاومة الايرانية من جهة أخرى وبالاخص بعد التظاهرة الضخمة لأکثر من 20 ألف إيرانيا في باريس(وکانت تظاهرة غير مسبوقة على مر ال50 عاما الماضية) تٶکد من خلاله عزم وإصرار الشعب الايراني على المضي في المواجهة حتى إسقاط النظام، وإن کل ما يصدر عن النظام يعکس خوفه من الانفجار الشعبي القام الذي سيکتسحه ويزيله کما فعل من قبل مع نظام الشاه.