حدیث الیوم:
موقع المجلس:
ارتفع هدیر الطلاب ضد النظام الإيراني يوم الجمعة 14 فبراير، وبعد القتل الوحشي طلاب جامعة طهران أمير محمد خالقي. لقد انتفض الطلاب محتجين علی مقتل زمیلهم، مما دفع أجهزة القمع التابعة للنظام إلى محاولة محمومة للتستر على الجريمة وتشويه الحقائق المرتبطة بها، بهدف إسكات الطلاب وكبح انتفاضتهم. لكن الطلاب ردوا على هذه المؤامرة القمعية بشعار: “الطالب يموت ولا يقبل الذل!”.
أحد الطلاب كشف جرائم النظام وفضح محاولاته لتضليل الرأي العام داخل الجامعة، قائلاً:
“يقولون إنه لا يوجد ميزانية لتركيب كاميرات مراقبة، بينما ملأوا مجمع السكن الجامعي بالكاميرات! انظروا بين هذين العلمين، فقط على عمود واحد وضعوا أربع كاميرات! في داخل المباني أيضاً وضعوا كاميرات. والسبب واضح للجميع، إنهم يروننا نحن الطلاب تهديداً، وليس المجرمين. نحن في نظرهم مصدر انعدام الأمن، وليس اللصوص! هذا الوضع يجب أن يتغير، فإذا لم يوقظنا حتى سفك دم طالب واحد، فلن يكون هناك أمل في التغيير!”
تواصلت الاحتجاجات حتى وقت متأخر من الليل، حيث هتف الطلاب ضد قوات الأمن الجامعي بشعار “عديمو الشرف! عديمو الشرف!”، وأصروا على استمرار اعتصامهم حتى تحقيق مطالبهم.
وفي جامعة أمير كبير (بولي تكنيك)، أصدر الطلاب بيان تضامن مع زملائهم في جامعة طهران، جاء فيه:
“نحن طلاب جامعة أمير كبير الصناعية، نعلن تضامننا الكامل مع طلاب جامعة طهران، وندين بشدة قمع الاحتجاجات الطلابية… ونحذر المسؤولين من أن استمرار هذه السياسة القمعية وانتهاك حقوق الطلاب، خصوصاً في جامعة طهران، لن يمر دون رد. نحن طلاب جامعة أمير كبير (بولي تكنيك) لن نصمت أمام هذا الظلم. المجتمع الأكاديمي سيقف في وجه هذه الإجراءات القمعية، ولن يتراجع حتى تتحقق حرية وأمن الطلاب.”
يوم السبت 15 فبراير، استمرت التظاهرات لليوم الثاني، حيث تجمع الطلاب أمام المكتبة المركزية لجامعة طهران، مرددين شعار: “الأمن الجامعي، الحرس، أنتم القتلة!”، موجهين أصابع الاتهام مباشرة إلى الأجهزة القمعية للنظام. كما تصدى الطلاب لعناصر الميليشيات السرية الذين حاولوا التسلل إلى مجمع السكن الجامعي لقمع المظاهرات.
وفي تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية يوم السبت، جاء فيه:
“تظاهر الطلاب يوم الجمعة في جامعة طهران، بعد مقتل أحد زملائهم في وقت سابق هذا الأسبوع. خرج الطلاب من مهاجعهم وواصلوا الاعتصام طوال الليل، كما هتفوا بشعارات ضد خامنئي.”
وأضافت الوكالة:
“تحاول سلطات النظام الإيراني منع تكرار موجة الاحتجاجات التي اندلعت عام 2022 بعد مقتل مهسا أميني، والتي هزت البلاد. لطالما كانت الجامعات مراكز رئيسية للاحتجاجات في إيران، بدءاً من الإطاحة بالشاه في 1979، مروراً بالمظاهرات المناهضة للنظام عام 1999، وصولاً إلى الحركة الاحتجاجية الأخيرة بعد وفاة أميني.”
لطالما كانت الجامعات معقلاً للثورة، فمنذ القمع الدموي لانتفاضة نوفمبر 2019، كانت الساحات الجامعية تضج بالاحتجاجات. وفي 8 أكتوبر 2022، هتف الطلاب ضد رئيسي بشعار: “رئيسي، ارحل إلى الجحيم!”، وفي اليوم الثالث والثمانين من انتفاضة 2022، صدحت حناجر الطلاب بشعارات: “لا للتاج، لا للعمامة، الملالي انتهى أمركم!” و “إذا قُتل شخص واحد، يقف خلفه ألف آخر!”، مؤكدين استمرارهم في النضال.
في تعليقها على الاحتجاجات، قالت السيدة مريم رجوي:
“تحية لطلاب جامعة طهران الذين انتفضوا احتجاجاً على مقتل الطالب البريء أمير محمد خالقي. يدرك الطلاب أن المسؤول عن هذه الجريمة هو نظام لا يأبه لأمن الشعب ورفاهيته، بل يسعى فقط إلى الحفاظ على سلطته عبر القمع الشديد. لقد أثبت الطلاب أن الجامعة معقل للحرية، وعليها أن تؤدي دورها التاريخي في جميع أنحاء البلاد. أدعو جميع أبناء الوطن إلى دعم الطلاب المنتفضين!”