الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
طوال 45 عاما من العلاقة الوثيقة بين الدکتاتورية الدينية المستبدة في طهران وبين دکتاتورية عائلة الاسد الاجرامية، حاول النظام الديني الاستبدادي للملالي الحاکمين في طهران أن يضفي الکثير من الاوصاف على هذه العلاقة المشبوهة من أساسها، حتى وصلت هذه الدکتاتورية الدموية الى وصف العلاقة بأنها استراتيجية وإنها بالغة الاهمية والضرورة لنظام الملالي، ومن دون شك فإن الشعب والمقاومة الايرانية کانا يعلمان منذ البداية بمشبوهية هذه العلاقة ولاسيما وإن الملالي قد قاموا بإهدار عشرات المليارات من الدولارات من أموال الشعب الايراني على مغامرتهم الطائشة والحمقاء في سوريا.
التصريحات والمواقف الکثيرة جدا والتي حاول القادة في نظام الملالي وفي المقدمة منهم خامنئي من خلالها تبرير تدخلهم المکلف جدا في سوريا والذي کان يهدف في الاساس المحافظة على نظام عائلة الاسد المجرمة، لم تتمکن من التمويه على الشعب الايراني ولاسيما وإن المقاومة الايرانية قد وقفت بالمرصاد ضد ذلك وقامت بکشف الحقيقة وفضح أساس العلاقة المشبوهة والتي کانت تهدف بالاساس للمحافظة على دکتاتورية عائلة الاسد لأن سقوطها سيفتح ثغرات کبيرة في مشروع النظام في المنطقة ويمکن أن يٶثر سلبا على النظام وحتى أن يمهد لسقوطه.
جرائم نظام الملالي في سوريا من أجل المحافظـة على نظام الدکتاتور الاسد أثبتت عمق العلاقة الدموية الاجرامية بينهما وإن جرائم الارهابيين قاسم سليماني بشکل خاص وقادة الحرس الاخرين الذين تواجدوا هنا من خلال سحق مدن مثل حلب وقتل مئات الآلاف من السوريين الأبرياء وتهجير الملايين، عمت أوساط خامنئي وأركان نظامه حالة من النشوة، مدعين أن “استراتيجية خامنئي” في سوريا قد انتصرت، وصاروا يتغنون بالمآثر المخزية والتي يندى لها الجبين الانساني من التي إرتکبها المقبور قاسم سليماني.
بعد السقوط السريع لنظام الدکتاتور السوري والکشف عن جرائمه ومجازره الفظيعة التي قام بإرتکابها بمساعدة حليفه نظام الملالي، فقد تزايدت الاصوات المعترضة من داخل النظام ووسائل إعلامه ضد الاستراتيجية الفاشلة لخامنئي في سوريا بحيث وصل الامر أن يصف أحدهم مزاعم”العمق الاستراتيجي” بأنها مجرد هذيان، ومن المفيد هنا أن نسلط الاضواء على بعض من هذه الاصوات المعترضة على ذلك.
ذکر موقع”ديدار” تصريحا لرجل الدين رجل الدين جنت خواه بشأن”المعمق الاستراتيجي” في 12 من يناير2025،:” في الأساس، هذه الاستراتيجية التي تعتمد على فكر العمق الاستراتيجي وهذه الأحاديث الفارغة لا يمكن أن تصمد. في الواقع، يمكن القول إننا تلقينا صفعة من التاريخ لأننا لم نقرأه جيدا، وكررنا الأخطاء الماضية، ورأينا نتائج ذلك بتكلفة باهظة جدا”.
أما سليماني أردستاني العضو في”مجمع المدرسين في حوزة قم” فقد قال من جانبه بهذا الخصوص:” ديكتاتور يظلم شعبه، ونحن نتدخل ونسمي ذلك ‘الدفاع عن الحرم’! النظام ارتكب خطأ فادحا ويجب أن يعتذر للشعب، دون محاولة التغطية عليه. بأي حق دافعنا عن ديكتاتور سفاح؟… هذه المزاعم بأننا ننقل ‘الخندق الدفاعي’ إلى مكان آخر لحماية أنفسنا ليست أخلاقية ولا دينية ولا شرعية! إنها غير قابلة للدفاع! ما نسمعه لا علاقة له بالدين”.
لکن المثير للسخرية إن خامنئي وأمام هذه الانتقادات حاول تبرير موقفه في خطاب دفاعي هزيل قائلا:” هناك من يروج لفكرة أن الدماء التي سالت في سبيل الدفاع عن الحرم قد ُهدرت. هذا خطأ جسيم يرتكبونه… الدماء لم تذهب هدرا”، لکن الملفت للنظر إن هکذا تبرير لم يقنع المنتقدين من داخل النظام بدليل إن صحيفة”هم ميهن” الحکومية کتبت في 16 يناير 2025، مقالا تحت عنوان”الهروب الى الامام” جاء فيه:” من الأساليب الشائعة للمتشددين، خاصة بعد تلقيهم هزائم ساحقة، هي الهروب إلى الأمام. بدلا من الاعتراف بفشل السياسات السابقة وضرورة تغيير النهج، يواصلون الإصرار بجنون على التمسك بالماضي، وكأن كل ما حدث كان صحيحا!”
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.