مؤتمر صحفي للمقاومة الایرانیة في واشینطن
صوت العراق – محمد حسين المياحي:
تترکز الانظار على الاوضاع في أکثر من أي وقت آخر ولاسيما بعد أن صار معلوما وواضحا بأن النظام الايراني وعلى أثر الاحداث غير العادية التي جرت في المنطقة وفقدان النظام لعمقه الاستراتيجي في سوريا وتزامن ذلك مع عودة ترامب المصحوبة تلقائيا بسياسة الضغط الاقصى، فإن الامر الاکثر وضوحا الان هو إن النظام يمر بالمرحلة الاکثر خطورة وحساسية بل وحتى يمکن وصفها بالمرحلة الحرجة جدا، إذ أن الطرق کلها باتت تنغلق الواحد تلو الآخر بوجهه وليس أمام النظام کما يبدو من خيارات فعالة ومفيدة يمکن أن يعتمد عليها في مواجهة ذلك سوى السعي للحذر والخوف الاقصى مما سيحدث ولاسيما وإنه لم يعد بإمکانه مثل الاعوام السابقة أن يسبق الاحداث ويلجأ الى إثارة حرب أو أزمة من أجل خلط الاوراق والاستفادة من حالة العبث والفوضى التي يقوم بها.
النظام الايراني حاليا في فترة إنتظار الاحداث وليس صناعتها وفي ضوء ذلك يتصرف، وهو بهذا قد صار متأخرا بخطوة مهمة ليس عن الولايات المتحدة فقط بل وحتى عن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية(المعارضة الايرانية الرئيسية ضد النظام)، ولاسيما وإن هذا المجلس کسابق عهده يواصل تحرکاته ونشاطاته وفعالياته مع ملاحظة إنه يعلم إن المرحلة الحالية هي مرحلة بالغة الحساسية للنظام ولذلك فإنه يواصل نشاطاته تبعا لذلك سواءا على الصعيد الداخلي أم على الصعيد الدولي، ومن دون شك فإن النظام المتخوف کثيرا من الاعوام الاربعة القادمة التي دخلها لتوه، لکن خوفه الاکبر هو من الدور الذي تقوم به المقاومة الايرانية خلال هذه المرحلة وما تخطط له وإن عشرات العمليات الثورية للشبکات الداخلية لمجاهدي خلق ضد النظام خلال الاسابيع الاخيرة والمٶتمرات الدولية التي قامت بعقدها ووصولا الى التظاهرة الضخمة التي سيقوم بها عشرات الالاف من الايرانيين في العاصمة الفرنسية باريس في الثامن من فبراير القادم والتي سيطالبون فيها بإسقاط النظام وإقامة الجمهورية الديمقراطية، إن هي إلا مجرد بداية.
هذا النظام الذي طالما إستفاد من الاوضاع الدولية والاقليمية وقام بتوظيفها لصالحه من أجل المحافظة على نفسه وحتى إستخدامها ضد المواجهة والصراع الذي يخوضه الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإقامة الجمهورية الديمقراطية، فإنه لم يعد بإمکانه ذلك رغم إنه يبذل المساعي بمختلف الاتجاهات من أجل أن يجد ثمة مخرج يضمن له الخروج سالما من هذه المرحلة التي يمکن أن نصفها بالمصيرية للنظام، ولکن لايوجد أي أمل أو إحتمال له بهذا الصدد وإن خوفه وحذره الاقصى الذي يمارسه الان تحسبا وذعرا من العاصفة وشيکة الحدوث، تساهم في المزيد والمزيد من إنهيار معنويات جلاوزته.