المرشد الإيراني الأعلى والرئيس الإيراني وكبار المسؤولينصوت بزشكيان هو الأعلى الآن
ميدل ایست اونلاین- منی سالم الجبوري:
كل المؤشرات تؤكد بصورة وأخرى إن طهران بالرغم من تشدد خامنئي وحساسيته تجاه التفاوض مع واشنطن في عهد ترامب، مضطرة بسبب من أوضاعها السيئة الى الجلوس على كرسي التفاوض.
لا تزال حالة القلق المتسمة بطابع من الترقب والوجوم هي السائدة في الاوساط الحاكمة في إيران فيما يتعلق بمسألة التفاوض أو عدم التفاوض مع الولايات المتحدة ولاسيما وهذه الاوساط تعلم بأن ترامب ليس كغيره من الرؤساء السابقين وهو يعني ويقصد ما يقول عندما يطالب الإيرانيين باتفاق نووي جديد وفق ما يحدده.
ترامب الذي كان في ولايته الاولى، حيث كان النظام الايراني في كامل قوته يمارس سياسة الضغط الاقصى من أجل إجبار إيران على إبرام اتفاق نووي جديد لا تكون فيه ثغرات أو نقاط ضعف تستفيد منها أو حتى تستغلها طهران من أجل مواصلة نشاطاتها السرية، فكيف الان وقد أصبح النظام أضعف ما يكون وترامب بنفسه قالها قبل فترة.
لكن، في وقت يعلن فيه كل من مسعود بزشكيان، ومستشاره للشؤون الاستراتيجية والمهندس الإيراني للاتفاق النووي لعام 2015، محمد جواد ظريف، عن استعداد إيران للتفاوض مع أميركا، ويصرح فيه وزير الخارجية عباس عراقجي، وزير الخارجية أن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، فإن الولي الفقيه خامنئي وجهاز الحرس يشككان بالتفاوض مع واشنطن في عهد ترامب الاكثر تشددا تجاه طهران بالاضافة الى أن رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، قد كان أعلن في وقت سابق بخصوص التفاوض مع الولايات المتحدة إن “مواقف الجمهورية الإسلامية في السياسة الخارجية يحددها المرشد الأعلى”، والحق إن حالة التناقض السائدة الحالية بشكلها الظاهري في طهران، يمكن تشبيهها بالسفينة التي تميل تارة الى اليمين وأخرى الى اليسار من دون أن ترسي على حال!
لكن، ومع إن كل المؤشرات تؤكد بصورة وأخرى إن طهران بالرغم من تشدد خامنئي وحساسيته تجاه التفاوض مع واشنطن في عهد ترامب، مضطرة بسبب من أوضاعها السيئة الى الجلوس على كرسي التفاوض، غير إنه ووفق منطق فرض المحال ليس بمحال، فإننا لو افترضنا جدلا بأن طهران لن تتفاوض وتبقى مصرة على موقفها، فماذا سيحدث، أو بالأحرى ما الذي سيترتب عليها؟ بحسابات الحقيقة والمنطق والواقع فإن إيران هي الطرف الاضعف في الصراع مع الولايات المتحدة، وضعفها هذا تفاقم أكثر وحتى يمكن بأنها قد وصلت الى حالة من الهزال بعد الذي جرى ويجري منذ 16 سبتمبر2022 حيث الاحتجاجات الشعبية التي إستمرت لعدة أشهر وحتى 8 ديسمبر 2024، حيث سقوط حليف طهران الاهم الدكتاتور بشار الاسد، وإن الانظار كلها مصوبة نحو الداخل الإيراني.
بهذا السياق نشرت صحيفة “جوان”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، مقالا ينتقد الدعوة للتفاوض مع واشنطن وجاء في جانب منها الى ما قد رصدناه آنفا: “ما ينشر هذه الأيام في الفضاء الإعلامي للبلاد، ولاسيما في الفضاء الافتراضي، بشأن ضرورة التفاوض مع أميركا بأي ثمن، يعتمد على تقنية إخافة الشعب في إطار فرض ثنائية زائفة، وهي إما القبول بالاتفاق النووي الذي تريده أميركا، أو الوقوع في فخ الاتفاق النووي الداخلي وتحويل إيران إلى نسخة سورية.” ولذلك فإن المطالبين بعدم التفاوض يجعلون النظام الذي أصبح وفق كل المعطيات هشا في مواجهة إعصار غير مسبوق، مع الاخذ بنظر الاعتبار إن النظام يتخوف أكثر من أي وقت آخر من إنعكاسات الضغوط الخارجية على تفجير الوضع الداخلي المحتقن أصلا.