صوت العراق – محمد حسين المياحي:
کل المٶشرات والمعطيات المتعلقة بالاوضاع السائدة في إيران منذ أواخر عام 2024 وبدايات عام 2025، تٶکد بأن الامور تجري في إيران وبصورة غير مألوفة نحو المزيد من التفاقم، وإن العوامل والاسباب الموجبة لإندلاع إنتفاضة غير عادية متوفرة ولاسيما إذا ماأخذنا أمرين بنظر الاعتبار؛ الاول زيادة التحرکات الاحتجاجية وبصورة تبدو أکثر من نظيرتها خلال نفس الفترة من العام الماضي، والثاني زيادة تنفيذ أحکام الاعدامات بنفس السياق، مع ملاحظة إن النظام وأبواق مأجورة له قامت بنشر مزاعم بأن عهد الرئيس الحالي بزشکيان سوف يکون مختلفا عن عهد من سبقوه وهو ما قد تأکد بأن محض کذب.
النظام وهو يحاول بشتى الطرق أن يعالج الاوضاع ويخفف من حدتها وأن يحول دون إندلاع إنتفاضة عارمة لن يتمکن من مواجهتها لأن الاوضاع الحالية ليست کما کانت خلال الاعوام السابقة، فإن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية(المعارضة الرئيسية والفعالة في إيران)، وقوتها الاساسية منظمة مجاهدي خلق الايرانية، يعملان جاهدين من أجل تعبئة الشعب الايراني وإعداده في سبيل التعجيل بمواجهة النظام من خلال إنتفاضة شعبية من الواضح إنها وطبقا لجميع المٶشرات ستکون الانتفاضة الحاسمة التي تجعل النظام شيئا من الماضي.
بهذا الصدد، فإن النشاطات جارية على قدم وساق من أجل القيام بتجمع ضخم في العاصمة الفرنسية باريس في يوم السبت الثامن من فبراير2025، حيث سيشارك آلاف الايرانيين في تظاهرات غير مسبوقة من أجل الاعراب عن مطلبهم بتغيير النظام في إيران ودعمهم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، البديل الديمقراطي الوحيد للنظام الحاکم في إیران.
النظام الايراني الذي يقف أمام منعطف حساس وخطير ولاسيما وإنه وبعد التطورات الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك سقوط بشار الأسد والنكسات الكبيرة التي مني بها النظام الإیراني في استراتيجية تأجیج الحروب بالوكالة، قد أصبح في أضعف حالاته وأكثر هشاشته منذ عقود. نتيجة لذلك، كثف النظام من القمع في الداخل لمنع انتفاضات شعبیة وسرع جهوده للحصول على أسلحة نووية. تسارع الاحداث في المنطقة والتي نجمت في النهاية عن سقوط دکتاتور سوريا قد أکدت بأن نهاية النظام الايراني وسقوطه أمر لا مفر منه.
التظاهرات الضخمة التي ستجري في الثامن من فبراير2025، والتي سيتم الاعلان فيها وبکل وضوح الشعار الشعبي المعروف”لا للدكتاتورية، سواء أكانت دكتاتورية الشاه أو الملالي”، حيث سيشارك فيها ممثلون عن جمعيات إيرانية مختلفة من جميع أنحاء فرنسا لإظهار دعمهم لجمهورية ديمقراطية، ورفض أي شكل من أشكال الدكتاتورية، سواء كانت ملكية أو دينية.