موقع المجلس:
ستواجه ایران صيفًا قاسيًا هذا العام مما ستضحی ندرة المياه واحدة من أبرز الأزمات التي تواجه إيران. بسبب انخفاض معدلات الأمطار في السنوات الأخيرة وسوء إدارة الموارد المائية، يُتوقع أن يشهد الصيف المقبل تحديات أكثر حدة في هذا الصدد.
وتُعدّ التغيرات المناخية، والاستغلال المفرط للمياه الجوفية، وغياب التخطيط المستدام من بين العوامل الرئيسية التي تفاقم هذه الأزمة.
ويزداد استهلاك المياه بطبيعة الحال في الصيف، مما يُضاف إلى الضغوط على الموارد المائية المحدودة، لا سيما مع تراجع مستويات السدود وتدهور الطبقات الجوفية.
تشير التقارير إلى أن مستويات المياه في السدود الإيرانية تراجعت بشكل كبير، حيث يُقدّر أن ستة سدود في البلاد لا تحتوي إلا على أقل من 10% من سعتها. وتبلغ نسبة امتلاء السدود عمومًا حوالي 44% فقط من سعتها الإجمالية.
ومع استمرار انخفاض معدلات الأمطار، يُحذّر الخبراء من تفاقم أزمة المياه إذا لم يتم تعويض هذا النقص بحلول نهاية فصل الشتاء. وأوضح عباس عليآبادي، وزير الطاقة، أن النقص المحتمل في المياه والطاقة في الصيف المقبل يمثل مشكلة كبرى، داعيًا لتجنب وقوع هذه الأزمة.
وبحسب الناطق الرسمي باسم قطاع المياه، تراجعت معدلات الأمطار منذ سبتمبر 2024 بنسبة 33%. وأكد أن حل أزمة المياه أصبح أكثر تعقيدًا مقارنة بمشكلة الكهرباء. وتشير الإحصاءات إلى أن جميع مناطق البلاد تقريبًا، باستثناء ثلاث محافظات، شهدت انخفاضًا في معدلات الأمطار، مما أثر أيضًا على مدن كبرى مثل طهران.
وفي العاصمة، تشير التقارير إلى أن متوسط نسبة امتلاء السدود المحيطة بطهران بلغ 19% فقط. وعلى الرغم من أن تخزين المياه في السدود خلال فصل الشتاء يُعتبر إجراءً مهمًا للتحضير للصيف، فإن المخزون الحالي أقل من نصف السعة الإجمالية.
وشهدت تدفقات السدود زيادة بنسبة 4%، إلا أن تراجع الاحتياطيات يعود إلى قلة التدفقات الواردة وسوء الإدارة. كما تُشير بعض المصادر إلى أن الحكومة السابقة استنزفت مخزون السدود بزيادة إنتاج الطاقة الكهرومائية، مما أدى إلى عجز قدره 8000 ميغاواط في الطاقة الكهرومائية للحكومة الجديدة.
ومن المتوقع أن يواجه المواطنون الإيرانيون انقطاعات متزايدة في المياه والجفاف والعواصف الترابية. وقد أدى الاستغلال المفرط للمياه الجوفية إلى زيادة ظاهرة الهبوط الأرضي، بينما كانت السدود تُستخدم سابقًا لإنتاج حوالي 10-13% من الكهرباء السنوية.
ومع قرب موسم الجفاف، لا يزال هناك وقت محدود لتعويض النقص. وتظهر النماذج المناخية أن فرص هطول الأمطار القوية قليلة جدًا، مما يُنذر بجفاف تدريجي قد يؤدي إلى أزمات طويلة الأمد في الزراعة.
تشير التقديرات إلى أن 85-90% من استهلاك المياه في إيران يذهب إلى القطاع الزراعي. ومع زيادة الاستهلاك خلال الصيف، ستتأثر الإنتاجية الزراعية وأسعار السلع بشكل كبير. ويرى الخبراء أن الصيف المقبل سيكون من أصعب الفصول التي ستواجهها إيران على صعيدي المياه والطاقة.