مؤتمر للمقاومة الایرانیة في باریس-
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
لا يعاني نظام الملالي من ثقل الهزائم المنکرة التي تعرض لها في المنطقة والتي توجت بسقوط أهم حليف له في المنطقة أي نظام بشار الاسد، بل إن معاناته الادهى والامر هي من الدور والتأثير المستمر للمعارضة الايرانية الرئيسية المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ورأس حربتها منظمة مجاهدي خلق الایرانیة ولاسيما وإن هذه المعارضة لا تقوم بمواجهة النظام في داخل إيران فقط بل وحتى على المستوى الدولي أيضا.
خلال الاسابيع الاخيرة التي من الواضح جدا إنها قد مرت ثقيلة جدا على النظام، فقد قامت الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق بعمليات ثورية ضد المراکز والمقرات الامنية للنظام في سائر أرجاء إيران وفي العاصمة طهران بشکل خاص، والذي أقلق النظام وجعله يشعر بحالة من الذعر هو إن عدد العمليات يزداد مع مرور الزمن بشکل مضطرد وکأن المقاومة الايرانية تٶکد للنظام بأن أيامه باتت قريبة ومن إنه ليس بوسعه الصمود طويلا أمام المواجهة التي تخوضها ضده.
وتزامنا مع التزايد المضطرد في العمليات الثورية للشبکات الداخلية لمجاهدي خلق والتي قوامها من الشبان الايرانيين المندفعين من أجل وضع حد لهذا النظام القمعي الدموي، فإن الاسابيع الاخيرة قد شهدت أيضا عقد مٶتمرات دولية نوعية من قبل المقاومة الايرانية حيث حضرتها شخصيات سياسية بارزة ولها دورها وتأثيرها وقد أکدت عن دعمها للمقاومة الايرانية وللنضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية، الى جانب تأکيدها على إن المقاومة الايرانية تعتبر بديلا للنظام وإنها تحظى بدم وقبول دولي واضح.
هذا الدعم والتإييد الدوليين للمقاومة الايرانية، أثار ذعر وحفيظة نظام الملالي وبشکل خاص فقد أثار حضور الجنرال كيث كيلوج، مستشار الأمن القومي السابق لنائب رئيس الولايات المتحدة، في المؤتمر الدولي للمقاومة الإيرانية في باريس موجة من الذعر والخوف بين قادة النظام الإيراني. وقد شهد هذا المؤتمر حضورا وكلمة لرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، السيدة مريم رجوي، كما ألقى الجنرال كيلوج خطابا خلاله.
خطاب الجنرال کيلوج وما جاء فيه قد أثار خوف النظام کثيرا حيث إنه وعلى أثره عبر مسؤولو النظام الإيراني عن مخاوفهم وذعرهم. وفي أحدث الأمثلة، نشرت وكالة أنباء “دانشجو” التابعة للنظام الإيراني في 17 يناير مقالا جاء فيه:” للمرة الثانية خلال شهرين، شارك الجنرال كيلوج في مؤتمر لمجاهدي خلق لنقل رسالة رهان ترامب في دعم مجاهدي خلق. هذه الرسالة تشير بوضوح إلى أن إدارة ترامب المستقبلية لا تنوي التفاوض أو التعامل، بل تسعى لتعزيز تيار معاد للنظام”.
والملفت للنظر إن الوکالة لم تنسى أن تشير الى أن وسائل الإعلام الغربية اعتبرت مشاركة كلاك في هذا المؤتمر دليلا على اهتمام خاص من إدارة ترامب المقبلة بالقضايا المتعلقة بإيران، مشيرة إلى أن هذه اللقاءات تتشارك في الإشادة بمجاهدي خلق باعتبارها الحكومة الشرعية في المنفى. بل وحتى إن الوکالة قد فسرت سبب ذعر النظام عندما أضافت:” من النقاط البارزة هي حضور المبعوث الخاص لترامب في اجتماع مجاهدي خلق، حيث شدد على ضرورة ممارسة أقصى الضغوط، ليظهر أن سياسات ترامب تجاه إيران ستستمر بوتيرة أشد في الإدارة الجديدة”، وقد ختمت الوکالة مقالتها بتحذيرها لحکومة بزشکيان قائلة:” على الرغم من إصرار الحكومة الرابعة عشرة على استئناف المفاوضات مع إدارة ترامب، إلا أن الرئيس الأمريكي الجديد لا يبدي أدنى اهتمام بالحوار أو التفاعل”.