موقع المجلس:
تلعب وحدات الانتفاضة، المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالبديل الديمقراطي، دورًا محوريًا كقلب نابض للانتفاضات في إيران. لا تقتصر مهام هذه الوحدات على خلق مناخ ثوري، بل تعمل أيضًا على إضعاف القدرات القمعية للنظام، مما يشغل قواه الأمنية ويحد من قدرته على السيطرة. ومن خلال عملياتها المتعددة، تشعل وحدات الانتفاضة شرارة الاحتجاجات الشعبية وتوجهها نحو التنظيم الفعّال.
وتُظهر تكتيكات وحدات الانتفاضة المبتكرة والجريئة قدرتها على توسيع دائرة الاحتجاجات الاجتماعية وزيادة وتيرتها، مما يجذب المزيد من الأفراد إلى صفوفها. واليوم، تتمتع هذه الوحدات بمرونة استثنائية تمكنها من تحدي الديكتاتورية الدينية في أي مكان داخل إيران. ومن خلال استهدافها لمراكز القمع، مثل قواعد حرس النظام الإيراني والباسيج والمؤسسات الأمنية، وحتى الرموز الدعائية للنظام كالشعارات والتماثيل، توجه رسالة واضحة إلى المجتمع: سيطرة النظام ليست سوى وهم، وإرادة الشعب قادرة على تحطيم هذه الهيمنة. وتلهم هذه العمليات المواطنين بأن التحرك والمقاومة يمكن أن يخرجا المجتمع من حالة الركود.
يعتمد النظام الديني الحاكم على مؤسساته ورموزه لتوسيع دائرة القمع وإخماد الاحتجاجات الاجتماعية. لكن وحدات الانتفاضة، عبر عملياتها الجريئة، تحطم هذا القمع وتبث الأمل والإيمان في المجتمع بقدرة الشعب على إحداث التغيير والإطاحة بالنظام.
الحقيقة هي أن أي حديث عن بديل للنظام لا يمكن أن يكون جادًا دون وجود قوة نضالية شجاعة ومخلصة على الأرض. وهذا هو العنصر الذي يميز المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق عن غيرهما من الجهات التي تدعي أنها بدائل للنظام.
لقد أصبح اسم وحدات الانتفاضة جزءًا من الأدبيات السياسية الحديثة. ففي خطابات أنصار المقاومة الإيرانية الدوليين، يتم تسليط الضوء على هذه الوحدات كأحد العناصر الأساسية لتحقيق التغيير وتعزيز الانتفاضات ضد النظام الديني.
أكد الجنرال جيمس جونز، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، على الدور المحوري لوحدات الانتفاضة في مواجهة قمع النظام الوحشي. وقال:
«تم إعدام نحو 1000 شخص في هذا العام فقط، وهو أعلى رقم منذ أكثر من ثلاثة عقود. لكن ما لا يدركه النظام هو أن القمع لا يمكنه إطفاء شعلة المقاومة. بل إن هذا القمع يزيد من عزمنا على الإطاحة بالنظام».
وأشار الجنرال جونز إلى عمليات وحدات الانتفاضة، موضحًا:
«لقد انتشرت وحدات الانتفاضة في جميع أنحاء إيران. وهي تتحدى نظام القمع الشامل للنظام، وتخترق طبقاته الأمنية، وتستهدف بشجاعة قواعد حرس النظام الإيراني ومراكز الباسيج».
واختتم قائلاً إن هذه الوحدات تمثل روح المقاومة في إيران؛ روحًا لا يمكن إخمادها وتظل دائمًا مصدر إلهام للانتفاضات الشعبية.
وأشار جون بيركو، الرئيس الأسبق للبرلمان البريطاني، إلى أهمية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ووحدات الانتفاضة باعتبارهما الذراع العملياتية للحركة. وقال:
«المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو البديل للنظام. ومع تاريخ يمتد لأكثر من 45 عامًا في الالتزام بالديمقراطية، والتعددية، والعدالة، وسيادة القانون، وحماية البيئة، والمساواة بين الجنسين، والفصل بين الدين والدولة، وإلغاء عقوبة الإعدام، فإنه يشكل بوضوح بديلاً ديمقراطيًا».
وأكد على قوة وحدات الانتفاضة قائلاً:
«الآلاف من وحدات الانتفاضة متجذرة بعمق في المجتمع الإيراني. وإذا تجرأ النظام على القضاء على واحدة منها، فإن أخرى تظهر في غضون دقائق أو أيام».
وتبرز هذه التصريحات قدرة وحدات الانتفاضة الفريدة على الاستمرار وتوسيع أنشطتها الثورية.
وتحدث ديفيد جونز، الوزير البريطاني السابق لشؤون ويلز والبريكست، عن ضعف النظام المتزايد، قائلاً:
«هزيمة حرس النظام الإيراني في سوريا أظهرت أن حتى النظام المسلح والممول جيدًا لا يمكنه الصمود أمام شعب مصمم على التحرر».
وأضاف:
«شهدت إيران في السنوات الست الماضية أربع انتفاضات كبرى واحتجاجات مستمرة أشعلها غضب الشعب من التضخم الشديد والبطالة والفساد المنهجي. هذه الانتفاضات ستستمر، ووحدات الانتفاضة والشعب الإيراني عازمون تمامًا على تحدي سلطة النظام».
وأبرزت المناقشات في مؤتمر المقاومة الإيرانية الدور الحاسم لوحدات الانتفاضة باعتبارها القوة الدافعة لتغيير النظام. إن تصاعد نشاط هذه الوحدات يعزز الأمل في تأسيس جيش الحرية الكبير وتحقيق الديمقراطية في إيران.
لا تمثل وحدات الانتفاضة الشجاعة والقدرة القتالية للشعب الإيراني في أحلك الفترات فقط، بل تضمن أيضًا مستقبلًا مشرقًا وحرًا للوطن. جهودها تمهد الطريق لتحرير إيران من الطغيان وتحقيق إمكانياتها الكاملة.