الأحد, 16 فبراير 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارالثورة السورية وخطر ملالي طهران

الثورة السورية وخطر ملالي طهران

ایلاف – مصطفى عبد القادر:
انتصرت الثورة السورية وأفرحت شعوب أمتينا وأحرار العالم رغم أنوف الأعداء والخصوم وقُضي الأمر. وها هي سورية وشعبها تمر بعصر جديد يلبي طموح السوريين، ولن يحدد هذا العصر ملامح سورية وحدها، بل ملامح المنطقة بأسرها. ومن البديهي حين تنتصر ثورة ما أن يناصبها العداء من تضرر منها أو يخشى أصداءها وإشعاعاتها. ففي الحالة السورية، شكل انتصار ثورتها العنيدة أكبر الضرر لملالي إيران، إذ تم كنسهم من سورية بصورة ذليلة وكاسحة بعد أن اطمأنوا، وتوغلوا، وسيطروا على الأراضي السورية المفضية بمنتهى السلاسة إلى لبنان عبوراً وتحكماً واستحكاماً دون أيّ منغصات، بحيث أضحت بيدهم أهم المفاتيح التي تخدم مشروعهم الطائفي (الحلم) الذي صرفوا لأجله مليارات الدولارات، وضحوا في سبيله بخيرة قادتهم أمثال حسن نصرالله، وقاسم سليماني، وعماد مغنية… إلخ.

لقد برزت محاولات إفشال انتصار الثورة السورية منذ أسبوعها الأول بشكل سافر وعلني. فقد دعا كبيرهم الذي علمهم السحر علي خامنئي أتباعه للقيام بثورة مضادة، فاستنهض خلاياه النائمة للانتفاضة بوجه الثورة. وكذا وزير خارجيته عباس عراقجي نحا نفس المنحى، فأرغى وأزبد وتوعد بكل صفاقة، زاعماً أن ثوار سورية أتوا للقضاء على السلم الأهلي عبر تواصلهم مع الإمبريالية العالمية التي تقف وراءهم كما ادعى. فتحركت النفوس الضعيفة، وقامت بالمظاهرات المناوئة في بعض المدن السورية بوقت واحد مدروس ومخطط له، لدرجة أنَّ الأمر وصل إلى تبادل إطلاق النار في بعض الجيوب المستعدة والجاهزة، وراح ضحيته قتلى من الطرفين. فكانت النتيجة هزيمة نكراء لموالي الملالي وأتباع بشار الأسد الهارب. وفي حقيقة الأمر، لم يتجرأ هؤلاء العملاء على الاستنفار والمقارعة لولا التسامح الذي أظهرته قيادة الثورة منذ بداية انتصارها الساحق بزعامة قائدها أحمد الشرع، الذي يريد وطناً يتسع للجميع، إذ خاطب كل مكونات الشعب السوري بلغة الدولة البعيدة كل البعد عن مفهوم الانتقام. فتبين لاحقاً أن الفهم القاصر لهؤلاء الشراذم الأتباع لا يستطيع الارتقاء إلى مستوى اللغة الحضارية التي خوطبوا بها، فكانت انتفاضات ومواجهات في أكثر من مدينة إلى أن تصدى لهم الثوار وتعقبوهم، فاعتقل من اعتقل وهرب من هرب، وما زالت مطاردة فلولهم قائمة. وتم الإبلاغ بأن كل من امتلك السلاح يجب عليه تسليمه للدولة خلال مهلة قصيرة وإلا سيكون العقاب وخيماً.

إنَّ خطاب التعايش السلمي الذي أطلقته قيادة الثورة على لسان قائدها الشرع منذ تحرير سورية من براثن ملالي إيران والأسد الفار، كان خطاباً يسمو فوق كل المثالب والملامات، ترك صداه الطيب داخلياً وخارجياً. لكنَّ فلول الأسد والبؤر التابعة لملالي الاستبداد لم تستوعب الهزيمة النكراء التي مُنيت بها، وبقيت تحلم بعودة الأمور إلى سابق عهدها لتستمر السيطرة والارتزاق واستباحة سورية والعبث بمقدراتها مع زعزعة أمنها واستقرارها.

إنَّ أيّ متتبع منصف لمجريات الأمور يجد أنَّ الثورة السورية، بفضل وعي قيادتها، استطاعت أن ترتقي إلى احتياجات المرحلة الراهنة وضروراتها. فوجود الأذناب وتبعيتهم، وقابليتهم للتحرك المضاد، ما هو إلا تشويه لانتصار الثورة السورية لا يمكن السكوت عنه أو الاستكانة إليه. فالأفعى دائماً ملمس جلدها ناعم، وبداخلها يكمن السم الزعاف. لذلك اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أنَّ من أولى أولويات سورية اليوم وعلى رأس اهتماماتها تحصين الثورة من كيد الغادرين سواء عبر الحدود لقطع الطريق على ذيول الملالي ومرتزقتهم، والإبقاء على “احمرار العين” الثورية في الداخل إلى حين استقامة الأمور، وتحقيق الاستقرار المطمئن لشعب أنهكته الحرب، والتأكيد على سلامة النهج وصوابه عملاً وتعاملاً، وصولاً إلى تأمين عيش كريم تجلله العدالة المجتمعية، ويكسوه الرخاء المنشود بعد ولادة قيصرية لحرية طال انتظارها، وتطاولات أخذت مداً لا يُحتمل الصبر عليه ولا يمكن طيه بالتسامح.

بعض الدواء أفضله الكي، وقلع نظام الملالي من الوجود وكي وحرق آثاره هو خيار المنطقة الوحيد ولا حلّ غيره. وليكتمل انتصار الثورة في سورية، لا بدَّ من القضاء على وباء الملالي في إيران والعراق ولبنان، واليمن في نهاية المطاف.