موقع المجلس:
في مقال نُشر على موقع تاون هول، ألقى الكاتب سترون ستيفنسون الضوء على الزيادة المقلقة في الإعدامات بإيران، مسلطاً الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة تحت حكم النظام الثيوقراطي. يكشف المقال أنه في عام 2024 وحده، تم تنفيذ أكثر من 1,000 إعدام، حيث أكدت منظمة العفو الدولية أن هذه الإعدامات شكلت 74% من جميع الإعدامات الموثقة عالمياً. يقدم ستيفنسون صورة قاتمة ويدعو إلى تدخل دولي عاجل لوقف الجرائم التي يرتكبها النظام الإيراني.
ويبدأ المقال بتسليط الضوء على حجم الإعدامات المهول في سجون إيران، مشيراً إلى أن الضحايا شملوا “34 امرأة و7 أحداث أُعدموا بعد بلوغهم 18 عاماً”. ويضيف: “119 شخصاً من البلوش كانوا بين الذين تم إعدامهم”، في إشارة إلى الاستهداف المنهجي للمجموعات العرقية المهمشة. ويصف ستيفنسون الطرق المستخدمة بأنها “وحشية”، موضحاً أن “أربع عمليات شنق علنية نفذت بهدف إرهاب الشباب المتمردين وإخضاعهم”. ويشير إلى أن هذه الإعدامات العلنية تتم غالباً باستخدام رافعات البناء، وهي طريقة يصفها بأنها “بطيئة ومؤلمة بشكل خاص”.
ويربط المقال تصاعد الإعدامات بخوف النظام من الإطاحة به. ويعزو ستيفنسون ذلك إلى “الولي الفقیة النفسي والمُسن، خامنئي”، الذي ضعف نفوذه الإقليمي بعد سقوط حلفائه مثل بشار الأسد في سوريا. ويرى أن رد خامنئي على هذه التحديات يتمثل في “تحطيم أرقام قياسية جديدة في الجرائم والإعدامات في محاولة لتأجيل سقوطه الحتمي”.
واحدة من أبرز النقاط المثيرة للقلق هي استخدام النظام لتهم المخدرات كذريعة لإعدام السجناء السياسيين. يكتب ستيفنسون: “أكثر من نصف الضحايا (502 سجين) أُعدموا بتهم تتعلق بالمخدرات”. ويوضح أن هذه التهم “تُستخدم عادة كغطاء لإعدام السجناء السياسيين”، وخاصة أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ، وهي أبرز حركة معارضة ديمقراطية.
ويشير ستيفنسون إلى أن النظام القضائي في إيران هو مركز للقسوة واللاإنسانية. ويصف ظروف السجون بأنها “مكتظة وقذرة”، حيث يُحرم السجناء من “الرعاية الطبية اللازمة ومعدات الحماية الشخصية والمعقمات”. ويورد المقال أمثلة مروعة على التعذيب والعقوبات المهينة، بما في ذلك بتر الأعضاء وفقء العيون. ويذكر: “في سجن أورمية بمحافظة أذربيجان الغربية، أمرت المحاكم الشرعية للنظام ببتر أصابع شقيقين بسبب تهمة سرقة بسيطة”.
كما يسلط المقال الضوء على معاناة السجناء السياسيين مثل سعيد ماسوري، الذي أمضى 25 عاماً في السجن. في رسالة عيد ميلاد تم تهريبها من سجن قزل حصار، يروي ماسوري تجربته المريرة، بما في ذلك مشاهدته “المعاناة المستمرة وتصاعد الإعدامات تحت النظام الإيراني”. وينقل عنه: “بالتأكيد الآن هو الوقت المناسب للتحرك من قبل الجهات الدولية”.
ويشير المقال أيضاً إلى دور حرس النظام الإيراني في تمويل النظام من خلال تجارة المخدرات الدولية، بما في ذلك إنتاج عقار الكبتاغون. يكتب ستيفنسون: “يدير الحرس النظام شبكات مافيا واسعة، ويغسل مليارات الدولارات من الأموال القذرة لصالح المجرمين ورؤساء العصابات”.
ويختتم ستيفنسون بالدعوة إلى تحرك دولي حاسم، قائلاً: “يجب أن يتم عزل النظام” و”يجب تقديم قادته إلى العدالة”. ويحث الغرب على التخلي عن “نهج العمل كالمعتاد” لتجنب تمكين المزيد من الجرائم. ويشدد على أهمية التحرك العاجل، قائلاً: “لا يمكن للغرب أن يغمض عينيه عن المعاناة والانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان في إيران”.