حدیث الیوم:
موقع المجلس:
يوم 7 ينايرتجمع المعلمون المتقاعدون في جمیع النحاء البلاد فی طهران مرددین شعار ” رزقنا في فم التنين – نتغذى بدماء قلوبنا.” و الذي یوحي بوقف الشعب الایراني و الذي ضاق ذرعاً في وجه “التنين”، و هو یقصد بذلك نظام الملالي الفاشي الحاکم في ایران.
کما يعبر عن الألم الحارق الناتج عن الفقر والحرمان الذي يعاني منه شعب شريف تعرض للنهب والخيانة، حيث أخذ تنين العمامة، نظام ولاية الفقيه، قوت يومهم كرهينة.
الغالبية العظمى من المواطنين، وخاصة الفئات الكادحة، يواجهون الفقر والحرمان رغم أن إيران تتمتع بموارد وثروات طبيعية استثنائية. وعلى الرغم من سنوات من العمل والخدمة للمجتمع، يعيش 80% من السكان تحت خط الفقر. ووفقًا لتقارير خبراء الاقتصاد الحكوميين، فإن نحو 60% من سكان إيران غير قادرين على الحصول على الحد الأدنى من السعرات الحرارية اللازمة للبقاء على قيد الحياة، مما يعني أنهم يعيشون في حالة جوع (صحيفة جهان صنعت، 22 ديسمبر 2024)
الجوع بهذا الحجم، الذي يزداد تفاقمًا وانتشارًا يومًا بعد يوم، ظاهرة نادرة في وطننا. يمكن ملاحظة الغضب والاحتجاج على هذه الظاهرة بوضوح في الزيادة الكبيرة في احتجاجات مختلف شرائح الشعب المقهور. من العمال إلى المعلمين، ومن المتقاعدين إلى موظفي المؤسسات الحكومية، يخرجون إلى الشوارع يوميًا رغم برودة الطقس، ليصرخوا ضد هذا الظلم الكبير.
ومع تنامي الوعي الوطني، أصبحت الشعارات في هذه التحركات الاحتجاجية أكثر عمقًا وسياسية، مستهدفة النظام بأكمله، رغم القمع الذي يفرضه نظام الملالي.
إلى جانب الشعارات المعهودة مثل “الحكومة تخون، والبرلمان يدعم” أو “عدونا هنا، يكذبون ويقولون إنه أمريكا”، التي تكررت في الاحتجاجات الشعبية لعدة سنوات، ظهرت شعارات جديدة تعكس وعي الناس التام بأن هذه الأوضاع هي نتاج سياسات محددة، وبأن هناك جهات بعينها تقف وراءها. ومن بين هذه الشعارات: “كفى إشعال الحروب، موائدنا فارغة”، وشعار المتقاعدين في قطاع الاتصالات: “لجنة تنفيذ أوامر الإمام استحوذت على قطاع الاتصالات، وسرقت حقوقنا”.
أما الوجه الآخر للعملة في هذا الزمن المظلم الذي فرضه نظام الملالي على غالبية الشعب الإيراني، فهو حياة البذخ الفاحش التي يعيشها السادة وأبناء المسؤولين الحاكمين. قصورهم الأسطورية، وفقًا لشهادات بعض أعوان النظام نفسه، تُذكر بقصور الملوك.
ردّ الغاصبين الحاكمين على الشعب المحتجّ الذي يطالب بحقوقه المسلوبة يكون إما بوعود فارغة ومخادعة، أو بالطرد من العمل، أو السجن، أو التهديد، أو الهجوم الوقح. فقد قال الملا دري نجفآبادي، وزير المخابرات السابق والمكلّف من خامنئي، في خطبته خلال صلاة الجمعة هذا الأسبوع في أراك، موجهًا كلامه للمحتجين الذين يصرخون للمطالبة بحقوقهم المنهوبة: “على البعض أن لا تكون لديهم توقعات غير واقعية، ويأتون كل يوم ليقولوا نريد حقوقنا، ماذا نريد… في ظل هذه الظروف، أي نوع من إحداث الفوضى هو خيانة للوطن، خيانة للنظام… وخيانة للجميع… ميزانية الدولة محدودة وإمكاناتها محدودة.”
هذا الملا الخبيث، وفي الأسبوع الذي سبق ذلك، أعلن في خطبة الجمعة عن فتح حساب مصرفي لدعم “إخوتنا في لبنان”، وقال إن الحساب قد استلم حتى الآن 6.5 مليار تومان، وأضاف: “نحن بحاجة إلى ما لا يقل عن 3 مليارات تومان أسبوعيًا…” (تلفزيون النظام – 27 ديسمبر).
وعندما يتعلق الأمر بالقمع والحفاظ على قوات القمع وتعزيزها، ينسى رئيس النظام بزشكيان شكاوى نقص الميزانية والموارد، ويوجه حديثه إلى مرتزقة الشرطة قائلاً: “نحن في الحكومة نلتزم بتوفير كل ما يلزم لراحتكم وطمأنينتكم وتجهيزكم، لتتمكنوا من أداء مهامكم براحة بال.”
نعم، الفقر والبؤس الذي يعاني منه الشعب الإيراني ليس لهما سبب اقتصادي، ولا يمكن مواجهة هذه الأوضاع بحلول اقتصادية. تغيير هذا الوضع لن يحدث إلا بإسقاط النظام الظالم.