الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
من الواضح جدا بأن رجال الذين الذين يختارهم الولي الفقيه خامنئي کممثلين له لإلقاء خطب الجمعة في المدن الايرانية المختلفة، إنما يمثلون التوجهات الاساسية للنظام وهمهم وشغلهم الشاغل يکمن في الدفاع عن النظام وإظهاره قويا منيعا لايمکن أبدا قهره ولأجل ذلك فإنهم يحاولون قدر الامکان التغطية على الاوضاع السلبية التي تحيط به وعلى عملية المواجهة والصراع التي يخوضها الشعب والمقاومة الايرانية ضده.
بعد الذي جرى في الثامن من ديسمبر2024، حيث تابع العالم کله سقوط نظام الدکتاتور بشار الاسد والذي لم يکن نظامه يعتبر بمثابة حليف له فقط بل وحتى عمقه الاستراتيجي، فإن الذي حصل لنظام الملالي من جراء ذلك کان مختلفا عن الذي جرى للعالم کله، إذ أنه وبعد أن شعر بحالة ذعر من ثورة الشعب السوري في عام 2011، وإحتمال سقوطه کبقية الانظمة الاخرى وقتئذ، فقد تنفس الصعداء بعد أن وقف بکل مافي وسعه الى جانب ذلك النظام الدموي القاتل لشعبه، لکنه وفي اليوم الذي سقط فيه العام الماضي، شعر بحالة إختناق من الصعب جدا عليه أن يتخلص منها ولاسيما وإنه يرى إن الشعب السوري وشعوب المنطقة بل وحتى الشعب الايراني ذاته من يتنفسون الصعداء لسقوط نظام الدکتاتور السوري وهو التطور الذي من شأنه أن يضع الدور القادم في السقوط على نظام الملالي.
هذا التطور الذي يمکن إعتباره بمثابة منعطف غير عادي بالنسبة لنظام الملالي، لم تربك قادة النظام وتصيبهم بالذعر والهلع لوحدهم بل وحتى إنها إمتدت الى رجال الدين المقربين من خامنئي وهي تکشف الى أي درجة وصلت حالة الذعر والهلع بالنظام.
بهذا السياق، فقد صرح أحمد علم الهدى، إمام الجمعة في مشهد وممثل علي خامنئي، بشكل واضح عن التهديدات التي يشكلها انهيار الحكومة السورية على النظام الإيراني. وأكد أن الأعداء يخططون بعناية للأحداث الخارجية بهدف نقل تأثيراتها إلى داخل إيران وزعزعة ما يعرف بـ”خط المقاومة”، ما قد يدفع النظام للتراجع. وشدد علم الهدى على أن سقوط حكومة بشار الأسد لا يعني نهاية نفوذ النظام الإقليمي، بل يستوجب إعادة تعريف الاستراتيجيات لمواجهة “مؤامرات الأعداء”. تعكس هذه التصريحات محاولة النظام إخفاء ضعفه والحفاظ على تماسكه الداخلي في مواجهة الأزمات الخارجية.
وبنفس السياق، فقد أشار نوفرستي، إمام الجمعة في بيرجند، بشكل خاص إلى التطورات الأخيرة في سوريا، محاولا التقليل من أهمية الهزائم التي مني بها النظام في هذا البلد. وحذر من أن أحد أهداف الأعداء هو الترويج لفكرة أن إيران وجبهة المقاومة قد تعرضتا لهزيمة. كما أشار إلى الاحتجاجات التي وقعت في أعوام 2009، 2017، و2022، معتبرا إياها جزءا من “مؤامرات خارجية”، وهدد بأن أي حركة احتجاجية داخل إيران ستواجه بـ”سحق” من قبل الشعب. هذه التصريحات تعكس سياسة النظام الإيراني الدائمة في نسبة الاحتجاجات إلى قوى خارجية واستخدام القمع لمواجهة أي استياء داخلي.
وفي تصريحات مماثلة، تحدث نورمفيدي، إمام الجمعة في جزجان، عن تأثير الفضاء الإلكتروني على الشباب، محذرا من أن الأعداء يستخدمون هذا الوسيط للتأثير على عقول الشباب الإيراني. كما أشار إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بعد التطورات في سوريا، مؤكدا أن الأعداء يخططون لنقل هذه الأحداث إلى داخل إيران. النظام الإيراني، الذي يعتبر الفضاء الإلكتروني تهديدا لبقائه، يسعى دائما إلى فرض قيود صارمة على حرية التعبير والسيطرة على هذا الوسيط.