موقع المجلس:
شهدت إيران يوم الاحد 5 يناير 2025—موجة احتجاجات واسعة النطاق في عدة مدن، حيث خرج المتقاعدون والعمال وقطاعات أخرى من المجتمع إلى الشوارع للمطالبة بالعدالة والمحاسبة وتحسين الظروف المعيشية.
الهتافات التي رددها المتظاهرون والتي تنتقد السياسات الاقتصادية والفساد الحكومي تعكس تصاعد السخط الشعبي في ظل أزمة اقتصادية خانقة.
اليوم الأحد 5 يناير نزل العديد من العمال والكادحين، بما في ذلك موظفو شركة فولاد وموظفو المناطق النفطية في جنوب الأهواز، والمتقاعدون من الضمان الاجتماعي في كرمانشاه وشوش والأهواز ورشت، ومتقاعدو قطاع الصلب في أصفهان والأهواز، إلى الشوارع. كانوا يهتفون بشعارات مثل "ويل ويل من هذا… pic.twitter.com/XOhBLqzdh5
— مریم رجوي (@Maryam_Rajavi_A) January 5, 2025
وفي أصفهان، وسط إيران، استأنف متقاعدو قطاع الصلب تجمعاتهم الاحتجاجية، مطالبين الحكومة برفع معاشاتهم التقاعدية بما يتماشى مع القوانين التي أقرتها السلطات نفسها. وهتف المحتجون بشعار: “اهتفوا من أجل حقوقكم!” لتسليط الضوء على معاناتهم في بلد يواجه ضغوطًا مالية هائلة.
وفي الأهواز جنوب غرب البلاد، شهدت المدينة احتجاجات مماثلة نظمها متقاعدو عدة قطاعات، بما في ذلك صناعة الصلب ومنظمة الضمان الاجتماعي، حيث طالبوا برفع معاشاتهم التقاعدية وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية. وهتف المتظاهرون: “الأسعار المرتفعة والتضخم يدمران حياة الناس!” في تعبير واضح عن الاستياء من الارتفاع الجنوني في تكاليف المعيشة.
كما نظم العمال المتعاقدون في قطاع النفط تجمعًا احتجاجيًا في الأهواز، مطالبين بتحسين الأمن الوظيفي وزيادة الأجور وتعديل شروط التعاقد غير العادلة. وفي إظهار للتضامن، انضمت مجموعات من العمال والمتقاعدين من مختلف القطاعات إلى احتجاج أمام مبنى المحافظ، للتنديد بتدهور الأوضاع المعيشية واستشراء الفساد.
#كرمانشاه – الأحد 5 يناير 2025
تجمع احتجاجي للمتقاعدين لسوء احوالهم المعيشية و عدم دفع مستحقاتهم
المحتجون يهتفون:
يكذبون ويقولون عدونا أمريكا عدونا هنا
يجب اطلاق سراح المعلم المسجون
يجب اطلاق سراح العامل المسجون
واحسيناه شعارهم والسرقة والكذب عملهم #احتجاجات_إيران#iran pic.twitter.com/JIVPsXC8z3— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) January 5, 2025
وفي كرمانشاه غرب إيران، نظم متقاعدو القطاع العام والاتصالات ومنظمة الضمان الاجتماعي احتجاجًا مشتركًا، حيث هتفوا: “أين وعود السيطرة على التضخم؟ توقفوا عن الكذب!” مما يعكس انعدام الثقة المتزايد تجاه وعود الحكومة.
#الأهواز – الأحد 5 يناير2025
تجمع احتجاجي لعمال النفط احتجاجا على قلة رواتبهم #احتجاجات_إيران#iran pic.twitter.com/duyyYYHZks— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) January 5, 2025
وأما في بوشهر جنوب إيران، فقد تجمع المعلمون المتقاعدون أمام مقر وزارة التعليم الإقليمي، مطالبين بصرف مستحقاتهم المتأخرة وزيادة المعاشات التقاعدية. وفي خرمشهر جنوب غرب إيران، واصل عمال شركة “أفق إيران” إضرابهم لليوم الثالث عشر على التوالي، مطالبين بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل في حقل يادآوران النفطي.
January 5—Shush, southwest Iran
Retirees of the Social Security Organization rally to protest government corruption, poor living conditions, and low pensions.#IranProtestspic.twitter.com/1PW8acfbcK— People's Mojahedin Organization of Iran (PMOI/MEK) (@Mojahedineng) January 5, 2025
وفي شوش جنوب غرب إيران، نظم متقاعدو منظمة الضمان الاجتماعي مسيرة احتجاجية ضد الفساد الحكومي وتدهور الأوضاع المعيشية وانخفاض المعاشات التقاعدية. أما في رشت شمال إيران، فقد استأنف المتقاعدون تجمعاتهم الأسبوعية مطالبين بزيادة المعاشات وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية، مرددين شعار: “حقوقنا سننتزعها في الشوارع!”
January 5—Khorramshahr, southwest Iran
13th day of strikes by workers of Iran Ofogh company in the Yadavarn oil field, protesting regime authorities ignoring their demands for better pay and working conditions. #IranProtests pic.twitter.com/0JLphAlocz— People's Mojahedin Organization of Iran (PMOI/MEK) (@Mojahedineng) January 5, 2025
الأزمة الاقتصادية تؤجج الغضب الشعبي
تفاقمت الأزمة الاقتصادية في إيران بسبب تدخلات النظام المكلفة في المنطقة وسياساته المثيرة للجدل. وتشير التقارير إلى إنفاق أكثر من 50 مليار دولار لدعم نظام الأسد في سوريا وتمويل الميليشيات والجماعات المسلحة في العراق ولبنان واليمن. كما أن البرنامج النووي يمثل عبئًا ماليًا ضخمًا، مما عمّق الفقر وزاد من معاناة الشعب.
هذه الضغوط الاقتصادية أثارت موجة احتجاجات واسعة، حيث طالب المواطنون من جميع الفئات بالعدالة والمحاسبة. ومع الارتفاع الحاد في معدلات التضخم وصعوبة الحصول على السلع الأساسية، بلغ الغضب الشعبي مستويات غير مسبوقة.
وحدة متزايدة بين المتظاهرين
تعكس الاحتجاجات الأخيرة وحدة متزايدة بين العمال والمتقاعدين وقطاعات أخرى من المجتمع، حيث أوجدت المعاناة المشتركة حالة من التضامن الشعبي للمطالبة بالتغيير. هذا التكاتف يشكل تحديًا كبيرًا للسلطات، مع احتمالية تصاعد الاحتجاجات إلى انتفاضة وطنية شاملة.
الهتافات التي دوت في أنحاء إيران اليوم، والتي تطالب بالشفافية والمحاسبة وتحسين الظروف المعيشية، تُظهر شعبًا لم يعد يقبل بالصمت أمام الظلم. ومع اقتراب البلاد من حافة انتفاضة واسعة، قد تمثل هذه الاحتجاجات بداية مرحلة مفصلية في تاريخ إيران.
في ظل التحديات المتصاعدة، يجد النظام الإيراني نفسه تحت ضغط متزايد لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الاحتجاجات. ومع ذلك، ومع انعدام الثقة العامة، يظل الطريق إلى الأمام محفوفًا بالغموض. وفي الوقت الحالي، تستمر شوارع إيران في الصدى بأصوات أمة تطالب بحقوقها.