الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
منذ الثامن من ديسمبر2024، حيث سقوط نظال الدکتاتور بشار الاسد الذي کان أبرز حليف لنظام الملالي، فإن الملا خامنئي وبطانته تنتابهم مشاعر خوف وقلق غير مسبوقة، وحتى إن التأکيدات المستمرة والمتواصلة على قوة وثبات النظام وإستعداده لکل الاحتمالات، إنما هي من أجل طمأنة أتباعهم وضمان بقائهم في جبهة النظام والدفاع عنه.
الاوضاع الحالية حيث يعيش النظام حالة غير عادية من الخوف والقلق، يمکن وصفها بحالات سابقة واجهها کان يتخوف خلالها من سقوطه نظير ما جرى خلال عمليات”الضياء الخالد”حيث تمکن جيش التحرير الوطني الذي قوامه أعضاء في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من تحرير مناطق شاسعة من إيران مما إضطر خميني لإعلان النفير العام خوفا من السقوط، کما إن هذا الامر تکرر مع إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي دامت لأشهر وتخوف النظام کثيرا من أن يفقد زمام الامور، وبعد سقوط الدکتاتور الاسد، فإن المخاوف صارت على أشدها ولاسيما بعد أن أصبح أهم وکيلين للنظام في المنطقة في حکم المنتهي صلاحيتهم، ولذلك فإن النظام يعلم جيدا بأن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية اللذان يراقبان الاوضاع عن کثب ويشاهدان ما قد تسبب به هذا النظام من إضرار بمصالح الشعب الايراني طوال 45 عاما وقطعا فإنهما يستعدان لجعله يدفع الثمن الباهض عن کل ما قد إرتکبه وبالاخص لإهداره أموال الشعب الايراني ودماء شبابه في تدخلات سافرة إنعکست على إيران سلبا وکلفته ثمنا باهضا.
مشاعر الخوف والقلق تتزايد في داخل النظام وتتجسد في تلك التصريحات المتباينة التي تظهر النظام تارة في أوج قوته وأخرى في أضعف حالاته حيث تسيطر عليه الهواجس المختلفة وفي مقدمتها هاجس الخوف من السقوط الذي بات محتملا خصوصا بعد أن صارت الاوضاع مهيئة ومناسبة لذلك.
من ضمن ردود الفعل والانعکاسات الناجمة عن سقوط دکتاتور سوريا وإنهيار ما يسمى بجبهة مقاومة نظام الملالي، وفي تصريحات أدلى بها مٶخرا وتم نشرها في 31 ديسمبر2024، فقد عبر مهدي شب زنده دار، عضو مجلس صيانة الدستور للنظام الإيراني، عن مخاوفه بشأن الانتفاضات المحتملة واحتمال تحول إيران إلى وضع مشابه لما حدث في سوريا. خلال خطابه، حذر من أن الإهمال من قبل المسؤولين قد يؤدي إلى نتائج كارثية. قال: “قد نصل إلى نقطة، مشابهة لما شهدناه في سوريا”، وليست هذه المرة الاولى التي يتم خلالها سعي النظام للربط بين الاحداث والاوضاع في سوريا وإيران بل إنه يقوم بذلك کلما تشابکت الاحداث وأثرت عليه سلبا وصار يشعر بأن کابوس السقوط مهيمن عليه، وهو يسعى من خلال ذلك الإيحاء کذبا وخداعا بأنه ليس هناك من بديل له وإن إيران ستشهد أوضاعا خطيرة عند سقوطه وسينعکس ذلك سلبا على بلدان المنطقة وهذا زعم تافه وبالغ السخف لأن هناك بديل سياسي وفکري جاهز للنظام يتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي أثبت دائما جدارته لذلك ونال ليس قبول ورضا الشعب الايراني به وإنما أوساطا ومحافل دولية کثيرة.