الإثنين, 13 يناير 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارمنعطف التغيير في الشرق الأوسط

منعطف التغيير في الشرق الأوسط

ایلاف – موسى أفشار:

يرسم سقوط بشار الأسد صورة كاملة عن ضعف النظام الإيراني وانهياره، على حد ما ذهبت السیدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. فقد حاول خامنئي حتى اللحظة الأخيرة الإبقاء على الأسد في السلطة، وبذل كل ما بوسعه لتحقيق ذلك. إن سقوط النظام السوري يعد تحولًا جيوسياسيًا كبيرًا. وقد ذكرت بعض وسائل الإعلام الدولية أن الحرب في سوريا كانت معركة من أجل السيطرة على الشرق الأوسط.

ما حدث بالفعل هو اختلال ميزان القوى في المنطقة لغير مصلحة النظام الإيراني. القضية ليست فقط أن النظام فقد حليفًا في المنطقة أو أن خط الإمداد بين النظام وحزب الله قد انقطع، بل إن تأثير هذا الحدث ينعكس أيضًا في علاقات الولايات المتحدة والدول الأوروبية مع النظام الإيراني. هذا الاختلال في ميزان القوى على المستوى الدولي له آثاره الواضحة.

في الأسبوع الماضي، وجهت ثلاث دول، هي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، رسالة إلى مجلس الأمن تطالب فيها بتفعيل آلية الزناد (Snapback Mechanism)، بمعنى أنهم يقولون للنظام: إن لم تتراجع ولم تنسحب، فسنُعيد تفعيل قرارات مجلس الأمن الست التي جُمّدت في عام 2015. إذا وضعنا هذا التهديد بجانب عودة الجمهوريين إلى السلطة في الولايات المتحدة وتصريحاتهم حول سياسة الضغط الأقصى، فإنَّ المشهد يتضح أكثر فيما يخص ذعر جماعة ولي الفقيه وأعوانه.

بالنسبة إلى البرنامج النووي الإيراني، بدأ النظام بالتهديد، وأبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه ضاعف تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة، أي سبع مرات. لكنه بعد ذلك أعلن أنه سيسمح بمزيد من عمليات التفتيش من قبل الوكالة. المسؤولون في الإدارة الأميركية الحالية، الذين كانوا قادة سياسة الاسترضاء مع النظام الإيراني خلال السنوات الأربع عشرة الماضية، يقولون الآن إنه يمكن ويجب إنهاء وجود النظام الإيراني في المنطقة.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حذر الحكومة العراقية من أيّ نوع من التعاون مع النظام الإيراني. وقال وزير الخارجية البريطاني: “أولئك الذين كانوا يصفون بشار الأسد بأسد دمشق، يرون الآن الحقيقة. الأسد أصبح جرذ الصحراء في دمشق”. وأشار إلى الدور المدمر للنظام الإيراني في دعم الأسد قائلًا: “هذا السقوط ليس فقط للشعب السوري، بل هو رسالة واضحة لجميع شعوب المنطقة التي عانت من تدخلات النظام الإيراني”.

حتى وسائل الإعلام التي كانت لسنوات تدافع عن استقرار النظام الإيراني اضطرت للاعتراف بأن هذا النظام قد هُزم وضعُف. كتبت صحيفة “لوموند” الفرنسية في مقال بعنوان “سقوط دمشق وعزلة طهران”، تقول إنَّ خط الدفاع الخارجي لإيران قد انهار بعد سقوط بشار الأسد. الإمبراطورية الإيرانية تتفكك والجمهورية الإسلامية تفقد حلفاءها العرب. إيران الآن تمر بمرحلة انسحاب إقليمي، مما يغير المشهد السياسي والاستراتيجي في الشرق الأوسط.

عنوان مقال في صحيفة “فيغارو” الفرنسية البارزة كان: “إيران، بفقدانها سوريا، ترى انهيار محور مقاومتها”.

لذلك، عندما نقول إنَّ هناك شيئًا قد تغير وإنَّ الحقبة قد تبدلت، فهذا ليس تحليلًا ذهنيًا، بل إن له شواهد ملموسة على أرض الواقع.

كتب موقع “مشرق” الإلكتروني التابع لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني: “بالتزامن مع سقوط حكومة بشار الأسد في سوريا، هناك تطورات داخلية في إيران تحمل إشارات مهمة. من بينها الضغوط التي تسعى إلى تصعيد الأزمة في إيران بالتزامن مع تزايد حالة عدم الاستقرار في سوريا”. وأضاف الموقع: “في هذا الوقت، كشفت مريم رجوي عن خطة (الجدار التالي الذي يسقط بسقوط الجدار الأول) وقالت إنه يجب بعد سقوط جدار الأسد في سوريا أن يمتد ذلك بشكل متسلسل إلى إيران أيضًا”.

بالطبع، الظروف المواتية وحدها لن تؤدي إلى إسقاط النظام الإيراني. الوضع في سوريا مختلف عن إيران. لكن، حتى في سوريا، لو لم تكن هناك قوة مستعدة لاستغلال هذه الظروف، لما انتهت هذه المرحلة بإسقاط بشار الأسد. لذلك، كل شيء يعتمد على القوة المنظمة المتأهبة الموجودة على الأرض والتي اختارت أن تفدي بالغالي والنفيس من أجل تحقيق الهدف. أما دور المتغيرات المؤثرة الأخرى – إقليميًا ودوليًا – فسيأتي بعد ذلك وسيعتمد على الأرضية الداخلية بدرجة الأساس.