علي خامنئي يحاول التملص من مسؤولية رعاية إيران لشبكة الميليشيات الإقليمية. هي “قوى مؤمنة تقاتل من أجل عقيدتها” فقط لا غير!
میدل ایست انلاین- منی سالم الجبوري:
المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي منفذ وصية الخميني لا أكثر
ليس المهم ما تقوله وما تدعيه حتى لو ملأت العالم صخبا، بل الاهم هو ما يصدر منك من أفعال وتصرفات، فذلك ما سيحدد من تكون وتحوز وفق ذلك على مكانتك الاعتبارية.
خلال بدايات وحتى أواسط الالفية الماضية، حيث لم هناك ثورة معلوماتية بسبب التقدم التكنلوجي الهائل كما هو الحال الان، فقد كان ممكنا ممارسة الكذب والتمويه من قبل دول من أجل التغطية على نشاطات مشبوهة أو لأجل تحقيق أهداف معينة، وحتى هذا كان محدودا وليس متاحا بصورة عامة، لكن اليوم حيث يشهد العالم تطورا تكنلوجيا هائلا فإن ممارسة الكذب والتمويه ولاسيما على الطريقة التي كانت سائدة خلال الفترة التي أشرنا إليها في القرن الماضي، فإن ذلك أمر غير ممكن وحتى أشبه ما يكون بالمستحيل.
خلال آخر خطاب له، قال المرشد الاعلى للنظام الايراني، علي خامنئي: “يقولون مرارا إن الجمهورية الإسلامية فقدت قواها الوكيلة في المنطقة! هذا أيضا خطأ آخر! الجمهورية الإسلامية ليس لديها قوى بالوكالة. اليمن يقاتل لأنه مؤمن، وحزب الله يقاتل لأن قوته الإيمانية تدفعه إلى الساحة، وحماس والجهاد يقاتلان لأن عقيدتهما تدفعهما نحو ذلك. هؤلاء لا ينوبون عنا. إذا أردنا يوما ما أن نتخذ إجراء، فلن نحتاج إلى قوى بالوكالة.”، وبموجب هذا الكلام، يجب على العالم كله أن لا يعتبر حزب الله ولا حركة حماس ولا جماعة الحوثي ولا الميليشيات الشيعية في العراق وغيرها، بمثابة وكلاء وأذرع تابعة للنظام الايراني، بل إنها قوى مؤمنة تقاتل من أجل عقيدتها!
هكذا كلام غير منطقي وفيه الكثير من المغالطات، خصوصا وقد صار واضحا للعالم (ولا أريد هنا التحدث بصيغة نحن، لأن الامر تجاوز ذلك) أن الارتباطات العقائدية والسياسية والامنية والتسليحية بين هذه الاذرع وبين فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني وحتى لم تعد بحاجة الى أي دليل وحتى إن قاسم سليماني أيام كان يصول ويجول في سوريا والعراق ولبنان ويعتبر الحاكم بأمره لأربعة عواصم عربية، يومها لم يخرج لا خامنئي ولا غيره من قادة النظام ليكذبوا ذلك ويؤكدون بأن لا علاقة لطهران بهذه الاذرع.
الصواريخ البالستية والطائرات من دون طيار التي تمتلكها تلك القوى “المؤمنة” كما يسميها خامنئي، من أين حصلت عليها، ومن الذي واظب على تزويدها به؟ ثم هل إن طهران قامت بتزويد هذه الاذرع بهكذا أسلحة خطيرة في سبيل الله ومن دون أي هدف أو غرض سياسي أو أمني؟ هذا الامر وفي ضوء المعطيات والدلائل المتاحة في الواقع الملوس، لا يتقبله العقل والمنطق، وقد قيل: حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له!
ما قد قاله خامنئي، هو في الحقيقة سعي من أجل التغطية على الهزيمة القاسية التي لحقت بالنظام من خلال ما حدث لوكلائه ولحليفه السابق بشار الاسد، ولكن هل يمكن إخفاء الشعاع الساطع للشمس بغربال؟