موقع المجلس:
أفادت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير بتاريخ 20 ديسمبر 2024 بأن إيران تواجه أزمة طاقة متفاقمة أدت إلى تعطيل الأنشطة الصناعية وزادت من تدهور اقتصادها الهش. وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من امتلاك إيران لأحد أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم، إلا أن سوء الإدارة وفشل النظام في التعامل مع التحديات الجيوسياسية قد دفع البلاد إلى حافة الانهيار الاقتصادي.
تعطل الصناعات وتصاعد الغضب الشعبي
تشهد البلاد انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي، ما أدى إلى إغلاق أو تقليص ساعات عمل المؤسسات الحكومية، بينما انتقلت المدارس والجامعات إلى التعليم عن بُعد. أصبحت الشوارع والمراكز التجارية غارقة في الظلام، فيما تواجه المصانع نقصاً حاداً في الكهرباء أدى إلى توقف الإنتاج. واعترف بزشکیان في خطاب تلفزيوني قائلاً: «نواجه اختلالات شديدة في مجالات الغاز والكهرباء والطاقة والبيئة، وكلها قد تتحول إلى أزمات».
خسائر بمليارات الدولارات واقتصاد مشلول
وصف مهدي بستانجي، رئيس مجلس تنسيق الصناعات في النظام، الوضع الحالي بأنه غير مسبوق في تاريخ الصناعة الإيرانية. وقدر أن إيقاف الأنشطة الصناعية هذا الأسبوع أدى إلى انخفاض الإنتاج الصناعي بنسبة تتراوح بين 30-50%، وتسبب بخسائر بلغت عشرات مليارات الدولارات. وشدد على أن المصانع الصغيرة والمتوسطة هي الأكثر تضرراً، حيث بات العديد منها على وشك الإغلاق النهائي.
جذور الأزمة وتداعياتها
بحسب دراسات دولية في مجال الطاقة، تعتمد إيران على الغاز الطبيعي لتلبية 70% من احتياجاتها الطاقوية. وقد وصلت مشاريع النظام المكلفة في توسيع البنية التحتية للغاز إلى نقطة حرجة من الفشل. وفي محاولة للتعامل مع الأزمة، لجأت السلطات إلى نقل التعليم في المدارس والجامعات إلى الإنترنت لتوفير الطاقة، لكن هذا الإجراء لم ينجح في تهدئة الغضب الشعبي المتزايد.
الإخفاقات الجيوسياسية وانهيار العملة
تراجعت مكانة النظام الإقليمية بشكل كبير مع سقوط حكومة بشار الأسد في سوريا، وضعف حزب الله في لبنان، وعودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة. وفي الوقت ذاته، يواصل الريال الإيراني انهياره الحر، مسجلاً أدنى مستوياته أمام الدولار الأمريكي.
تزايد هشاشة النظام وسط الأزمات
مع تصاعد حالة السخط العام وتفاقم الأزمات المتلاحقة، يحذر الخبراء المحليون والدوليون من أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى اضطرابات واسعة النطاق. ويؤكد هذا العجز المتواصل عن معالجة المشكلات المتراكمة على تزايد ضعف النظام أمام الضغوط الداخلية والخارجية.
إن مزيج الفشل الإداري، ونقص الطاقة، والنكسات الجيوسياسية يعكس حقيقة مريرة: الاقتصاد الإيراني على حافة الانهيار دون أي بوادر لحل قريب.