صورة لشهداء الانتفاضة في ایران-آرشیف-
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
بعد الاحداث والتطورات المختلفة التي جرت خلال الفترات الماضية وتکبد خلالها نظام الملالي هزائم نوعية قلبت أوضاعه رأسا على عقب وشعوره بأن الامور باتت تسير خلافا لما يريد ويتمنى، فإنه ولکي يفرض قوته وهيبته من جديد، أراد أن يتم سن القانون اللاإنساني المعروف ب”العفاف والحجاب”، والذي يأتي من باب فرض المزيد من القيود على المرأة وفرض خيارات النظام عليها بالقوة.
کما يبدو من سياق الاحداث والتطورات ومن الاوضاع الداخلية في إيران، فإن نظام الملالي کما يبدو أراد جس النبض العام من خلال سعيه لتشريع القانون المشبوه آنف الذکر، ولکن ولإصطدامه برفض غير عادي من جانب الشارع الايراني وبالاخص من جانب شريحة النساء وأن النظام وبعد الاجواء المفعمة بالحماس والامل التي سادت في إيران على أثر سقوط الدکتاتور بشار الاسد، فقد تخوف النظام کثيرا من أن يجد نفسه على حين غرة أمام تطور يفقده زمام المبادرة ولاسيما وإنه في أکثر حالاته ضعفا، وبهذا الصدد فإنه وفي الوقت الذي كان من المفترض أن يتم إبلاغ هذا القانون المشبوه إلى الحكومة في 13 ديسمبر عبر رئيس البرلمان، قاليباف، لكن هذا اليوم أتى ومر دون أي إعلان أو تنفيذ، وأعلن البرلمان في 12 ديسمبر تعليق جلساته. ويقال إن هذا التعليق جاء لتجنب مواجهة هذا الموضوع وتبعاته!
هذا مع ملاحظة إنه وفي وقت سابق، أكد قاليباف خلال مؤتمر صحفي (في 27 نوفمبر) أن هذا القانون سيبلغ رسميا في 13 ديسمبر. كما كشف قائلا: “إذا لم يتم اتخاذ قرار بشأن هذا القانون حتى الآن، فإن ذلك يعود إلى الاعتبارات الأمنية بسبب الذكرى السنوية لانتفاضة 2022“، مع الاخذ أيضا بنظر الاعتبار إن خامنئي کان قد صرح في 3 أبريل، خلال اجتماع مع المسؤولين الحكوميين، قائلا: “خلع الحجاب محرم شرعا وسياسيا”. لكن، في ظل مخاوف النظام من التبعات الاجتماعية، وتصاعد الشكوك والتساؤلات الجدية في داخل النظام، تم تعليق العمل بالقانون المذکور رغما عن أنف النظام.
التصريحات والمواقف المتناقضة الصادرة من جانب مسٶولي النظام والتي تثبت وتجسد بکل وضوح عمق الازمة المتجذرة التي يعاني منها النظام ويتحسب کثيرا من عواقبها وتداعياتها بل وحتى إنه صار يحذر کثيرا من الاسراع في إتخاذ الخطوات خوفا من المستجدات التي تفاجئه وتجعله في حيرة من أمره ولاسيما وإن أجهزته الامنية صارت تتخوف کثيرا من المستقبل الذي أصبح بالنسبة لهذا النظام في حکم المجهول ولذلك فإن ما حصل في النتيجة بشأن هذا القرار ليس إلا بمثابة هزيمة واضحة جدا لنظام الملالي أمام المرأة الايرانية.