موقع المجلس:
اجتمع أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي للتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار وتعزيز مستقبل ديمقراطي في إيران. وشارك في الاجتماع شخصيات بارزة من المشرّعين والدبلوماسيين والقادة العسكريين، بما في ذلك الجنرال كيث کلاک، مستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس مايك بنس (2021).
ألقى الجنرال کلاک خطاباً قوياً استعرض فيه عقوداً من السياسات الأمريكية تجاه إيران، قائلاً: «لقد تعاملنا مع النظام الإيراني بالتساهل على مدار 45 عاماً. الحكومات الجمهورية والديمقراطية على حد سواء ارتكبت أخطاء، واعتقدت خطأً أن النظام قد يتصرف وفقاً لمبادئ ديمقراطية». واستشهد بكتاب فن الحرب لسون تزو، قائلاً: «إذا عرفت نفسك وعدوك، فلن تكون في خطر أبداً. ولكن إذا عرفت نفسك ولم تعرف عدوك، فإن فرصك في النصر والهزيمة متساوية».
وانتقد کلاک السياسات السابقة للولايات المتحدة، مشيراً إلى أخطاء ارتُكبت خلال إدارات كلينتون وبوش وأوباما. وأشار إلى تغييرات محددة، مثل تخفيف العقوبات خلال فترة أوباما والاتفاقيات الضعيفة المتعلقة بتفتيش البرنامج النووي الإيراني. وقال: «لقد اعتقدنا أن النظام يسعى إلى طاقة نووية سلمية، لكنهم اليوم يخصبون اليورانيوم بنسبة 85%، وهي نسبة قريبة من مستوى الأسلحة. الحد الأقصى للتخصيب لأغراض سلمية لا ينبغي أن يتجاوز 6%.»
وأوضح کلاک أن إدارة ترامب شهدت تغييرات جوهرية في السياسة تجاه النظام الایراني، مشيداً بمبادرات مثل حملة “الضغط الأقصى” التي انطلقت في عام 2018، مما أدى إلى خفض صادرات النفط الإيرانية من أكثر من مليوني برميل يومياً إلى 400 ألف فقط. كما أشار إلى تصفية قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، كأحد المحطات الفارقة. وأضاف: «لقد أدركنا طبيعة النظام الحقيقية واتخذنا قرارات حاسمة.»
ومع ذلك، أعرب کلاک عن انتقاده لإلغاء هذه الإجراءات في عهد إدارة بايدن، محذراً من عواقب التقليل من شأن طموحات النظام الإيراني. وأكد على ضرورة استمرار الضغط الدولي، سواء من الناحية الاقتصادية أو الدبلوماسية، قائلاً: «النظام على شفا الانهيار»، داعياً إلى استمرار مشاركة الحلفاء ووسائل الإعلام الأمريكية في دعم أصوات المقاومة الإيرانية.
واستشهد کلاک أيضاً بالدروس التاريخية لتوضيح حججه، حيث نقل عن المؤرخ الحائز على جائزة بوليتزر، ويل ديورانت: «نحن نعمل وكأننا نفترض أن الإحسان سيقابل بالإحسان، لكن 4000 عام من التاريخ لا تقدم أي دليل يدعم هذا الرأي.»
وأعرب کلاک عن تفاؤله وسط تصاعد الاحتجاجات داخل إيران والتحولات في الديناميكيات الجيوسياسية، قائلاً: «الأحداث الأخيرة في سوريا وإيران تُظهر أن التغيير جارٍ. قبضة النظام الإیراني تضعف تدريجياً.»
جاء الاجتماع ليؤكد على توافق الحزبين حول ضرورة التعامل مع أنشطة النظام الحاکم في إيران. وقد أعرب الحاضرون، ومن بينهم السيناتور تيد كروز والسيناتورة جين شاهين، إضافة إلى دبلوماسيين دوليين مثل السفير محمد الحضرمي، عن دعمهم لهذه الجهود. كما شددت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، على أهمية التضامن العالمي المستمر مع الشعب الإيراني.
اختُتم اللقاء بدعوة موحدة لاتخاذ إجراءات حازمة، حيث أكد القادة ضرورة تبني استراتيجيات شاملة لتحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز قضية الديمقراطية في إيران.