موقع المجلس:
في مقاله المنشور في فوزبوبولي بعنوان “سقوط الأسد: هل هو مقدمة لانهيار الثيوقراطية الإيرانية؟”، تناول أليخو فيدال-كوادراس، تداعيات سقوط نظام الأسد في سوريا وتأثيراته المحتملة على زعزعة استقرار النظام الإيراني. يركز المقال على التغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والهشاشة المتزايدة للنظام الحاكم في طهران.
واستهل فيدال-كوادراس مقاله بالإشارة إلى السرعة والسهولة اللتين “تم بهما إسقاط ديكتاتورية عائلة الأسد في سوريا من قبل تحالف متنوع من القوى المعارضة المدعومة من قوى خارجية مثل الولايات المتحدة وتركيا وبعض الدول الخليجية.” وأوضح أنه، بخلاف ما حدث خلال الربيع العربي، فإن “الحركة المناهضة للحكومة هذه المرة كانت في الأساس ذات طابع محلي، مع تأثير خارجي أقل بكثير.” كما أبدى تفاؤلاً حذراً بأن التحالف الذي أسقط نصف قرن من الطغيان أظهر حتى الآن “تسامحاً واعتدالاً ونوايا حسنة”، على الرغم من الشكوك التي تحيط بمستقبل سوريا السياسي.
ويشير الكاتب إلى أن سقوط الأسد، الحليف الأساسي للنظام الإيراني، كان له تأثير عميق على موقع طهران الجيوسياسي. وذكر أن “نظام الأسد كان حليفاً أساسياً للملالي الإيرانيين”، مما أتاح لملالي الاحتفاظ “بممر استراتيجي حيوي لتزويد حليفه اللبناني حزب الله بالموارد العسكرية واللوجستية والمالية.” ومع انهيار هذا التحالف، أصبحت طهران أضعف من الناحية الإقليمية، بينما تضررت صورتها بشكل أكبر بفقدان الهالة التي طالما أحاطت بمظهرها كقوة لا تُهزم.
وأضاف الكاتب أن الشعب الإيراني، الذي يعاني منذ “خمسة وأربعين عاماً من القمع والفقر الاقتصادي وانعدام الحرية”، قد استلهم من هذا التطور الإقليمي. وأوضح أن الإيرانيين “يتطلعون للتخلص من الملالي الفاسدين والمتشددين والمجرمين” الذين أعدموا الآلاف من المعارضين وحافظوا على سلطتهم باستخدام “التعذيب والمشانق ونهب الثروات الوطنية.” وأشار إلى الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في عهد الرئيس الحالي مسعود پزشكيان، حيث ذكر أن “أكثر من 800 شخص تم إعدامهم في إيران منذ أغسطس الماضي بسبب معارضتهم للنظام أو ارتكابهم جرائم بسيطة.”
ويعتبر الكاتب أن سقوط الأسد يمثل “دفعة كبيرة للمعارضة الإيرانية، المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي.” ووصف شبكة المقاومة التابعة للمجلس بأنها “مكونة من آلاف الوحدات المنتشرة في جميع أنحاء إيران”، والتي تستمر في تشكيل كابوس للولي الفقیة علي خامنئي وحرس النظام الإيراني.
ودعا فيدال-كوادراس الديمقراطيات الغربية إلى استغلال هذه اللحظة للضغط على طهران. وكتب: “حان الوقت لتكثيف الجهود الدبلوماسية والسياسية في المحافل الدولية والمحاكم”، مطالباً الدول بالكشف عن “الانتهاكات اللا إنسانية لحقوق الإنسان من قبل الثيوقراطية الإيرانية والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن جرائمها العديدة ضد الإنسانية.” كما اقترح “خنق النظام مالياً من خلال القيود التجارية وتشديد العقوبات”، وعزل طهران دولياً، والاعتراف رسمياً بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كـ “المعارضة الديمقراطية الشرعية والرئيسية للنظام الديني الوحشي.”
كما انتقد الكاتب سياسات الاسترضاء الغربية، معتبراً أن استمرارها “لن يكون مجرد خطأ استراتيجي فادح، بل خيانة لا تغتفر للشعب الإيراني.” واختتم مقاله بالدعوة إلى العمل، مؤكداً أن سقوط الأسد يمثل “فرصة عظيمة للديمقراطيات الغربية” وإشارة لما يمكن أن يحدث في إيران إذا تضافرت المقاومة الداخلية مع الضغط الخارجي.
ويؤكد فيدال-كوادراس أن سقوط الأسد لحظة محورية، تكشف هشاشة الأنظمة الاستبدادية وفرصة جديدة لمستقبل أكثر حرية في الشرق الأوسط.