الخميس, 5 ديسمبر 2024

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارالعبرة فيما تفعله طهران

العبرة فيما تفعله طهران

میدل ایست اونلاین – منی سالم الجبوري:
تعتقد إيران أن بوسعها مسابقة الزمن والوصول إلى اتفاق سياسي نووي مع الغرب قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
مهما حاولت إيران وبذلت من جهود من أجل إظهار نفسها بحالة طبيعية من جراء عودة ترامب، فإن النجاح لا يحالفها بدليل حالة التناقض والتخبط في التصريحات والمواقف الصادرة من قبل مسؤوليها بما يؤكد بأن ما حدث في واشنطن لم يكن حدثا طارئا أو عابرا بالنسبة لإيران بل إنه تطور إستثنائي قد يؤثر على مصير النظام السياسي القائم فيها.

هناك العديد من الملفات المهمة الايرانية المطروحة على الطاولة الدولية، لكن في الوقت الحاضر ليس هناك من ملفين ساخنين كما هو الحال مع الملف النووي وملف تدخلات إيران في المنطقة وإثارة الحروب فيها، خصوصا وإنهما ومع عودة ترامب يمثلان مربط الفرس والعقدتين الاساسيتين اللتين تنتظران الحسم خلال العهد الثاني لترامب.

في الفترات التي تجد طهران نفسها تواجه تحديات وتهديدات غير عادية، فإنها وعند إلقاء نظرة على الـ45 عاما المنصرمة، نجدها تلجأ الى إستعراض قوتها من خلال إطلاق تصريحات متشددة تهدد من خلالها بكل قوة، بيد إنها ومع كونها واصلت هذا النمط من التصرف مع عودة ترامب، لكنها وبخلاف الفترات السابقة، خففت من وطأة تهديداتها مع الاخذ بنظر الاعتبار إنها حرصت على إطلاق تصريحات أخرى تلفت النظر من خلالها إستعدادها لسلوك طريق آخر غير طريق التهديدات والتحديات.

خلال الاسابيع الماضية إرتفعت أصوات مسؤولين إيرانيين طالبوا فيها بتغيير العقيدة النووية المتبعة، بمعنى دعوا للعمل من أجل حيازة السلاح النووي من أجل مواجهة التهديد الجدي المحدق بهم بعودة ترامب، ومع إنه تم تسليط الاضواء على هذا الموضوع وحتى تم تهويله أكثر من حجمه لكنه في النتيجة لم يكن سوى مجرد زوبعة في فنجان سعت طهران من خلالها جس نبض الغرب عموما وواشنطن على وجه التحديد خصوصا.

مع الجعجعة الايرانية بشأن تغيير العقيدة النووية، فقد تم طرح مجموعة تصريحات ذات إتجاه تساومي يميل لنوعا من الانبطاح أمام ترامب،، ولاسيما بعد أن طرح لاريجاني، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ورئيس البرلمان الإيراني السابق، فكرة إعادة التفاوض مع الولايات المتحدة والغرب للوصول إلى اتفاق بديل عن الاتفاق النووي الحالي كخيار مقبول لإيران، حسب تصريحات نشرت قبل أيام على موقع المرشد.

بنفس سياق وإتجاه ما طرحه لاريجاني، فقد ذكرت وكالة “كيودو” اليابانية، يوم الاحد الماضي نقلا عن عدة مصادر دبلوماسية إيرانية، أن إيران تعتزم إجراء محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي يوم 29 نوفمبر في جنيف. وقالت كيودو إن من المتوقع أن تسعى الحكومة الإيرانية بقيادة الرئيس مسعود بزشكيان إلى التوصل لحل للأزمة النووية مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وهذا يعني إن إيران مستعجلة من أجل تحديد ثمة مسار لملفها النووي قبل أن يجلس ترامب في البيت الابيض أي إنها تريد إستباق العاصفة بالاستعداد الجدي لها.

من الواضح جدا بأن مؤشرات المرونة والليونة لم تنطلق من طهران عبثا وإنما كانت هناك أوضاع وظروف قاهرة تجبر حكومة بزشكيان ومن ورائها المرشد الاعلى والدائرة الضيقة المحيطة به، على السعي بهذا الاتجاه، إذ أن الاوضاع في إيران وكما وصفها بزشكيان في 22 من الشهر الجاري من على المكان الذي دفن فيه خميني: “لدينا مشكلة. اليوم، يواجه بلدنا جميع أنواع المشاكل، في الوضع الذي نحن فيه. الموارد التي لدينا واضحة والاختلالات التي حصلت معروفة أيضا. في الكهرباء والماء والغاز والبيئة والمال، نواجه جميعا اختلالات. الاختلالات، بعضها في بعض الأحيان على حافة الهاوية” بل وحتى إن بزشكيان قد أعطى صورة قاتمة للأوضاع عندما اعترف رئيس نظام الملالي اضطرارا بالفجوة الطبقية الهائلة في المجتمع الإيراني وكذلك بهجرة الخبراء الإيرانيين من البلاد، قائلا إن أكثر من 80 في المائة من الطلاب المتعلمين في إيران يريدون الهجرة من البلاد.

يستخلص من تصريحات بزشكيان حقائق مهمة عن الاوضاع الحالية السائدة في إيران التي تكاد أن تشبه البركان الذي ينفجر في أي لحظة، والتي ومقارنة بالأوضاع التي ستكون عليها الولايات المتحدة مع جلوس ترامب في البيت الابيض في كانون الثاني القادم من 2025، والتي ستكون أفضل من الاوضاع التي كانت عليها خلال عهد سلفه بايدن وهو أمر أكد عليه معظم المراقبين والمحللين السياسيين، فإن خامنئي يعلم بأنه وفي حال إختياره لسياق مخالف لترامب فإن عليه إنتظار العد التنازلي نحو من المزيد من سوء الاوضاع والذي قد يصل الى حد حدوث ما هو أسوأ بكثير من ذلك الذي جرى في 16 سبتمبر 2022، والذي قطعا لن يمر بسلام على نظام الحكم القائم!