اجتماع للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية-
بقلم – مهدي عقبائي:
مع تزايد تأثير الديناميكيات الداخلية والإقليمية والدولية لصالح الشعب الإيراني مقابل الحكم الثيوقراطي، يشهد المشهد السياسي في البلاد تحولاً كبيراً. بعد مرور أكثر من 100 يوم على رئاسة بزشکیان، الذي تميزت ولايته بالتضخم الشديد في السلع والخدمات الأساسية مثل الخبز والبيض والألبان والسكن والأسمنت والسيارات ورسوم الطرق وأسعار التنقل، أصبحت عيوب الحكومة واضحة للعيان.
ووسط هذه الضغوط الاقتصادية، تخطط الحكومة أيضًا لزيادة أخرى في أسعار الوقود، مستمرة في مسار بزشکیان يلبي توجيهات الولي الفقيه مع تكثيف الإعدامات والبتر لإرهاب الناس. هذا أدى إلى احتجاجات واسعة، بما في ذلك تظاهرة كبيرة لآلاف المعلمين المتقاعدين وفئات أخرى من المجتمع في طهران، حيث عبروا عن غضبهم من ظلم النظام.
وإقليميًا، أدى ضعف القوات الوكيلة لإيران إلى كشف ما يسمى بـ “محور المقاومة”، مما قلل من تهديدات النظام إلى مجرد تبجح. هذا الاضطراب الإقليمي يتردد صداه على الساحة العالمية، حيث يستمر عزل إيران في النمو، بتأثير كبير من الظروف الداخلية والإقليمية.
وأدى التقارب بين أوروبا والولايات المتحدة إلى تحديد قدرة إيران على المناورة الدبلوماسية. تلقى موقف النظام الدولي ضربة أخرى مع الإدانة الأخيرة من الأمم المتحدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة، وقد انتاب النظام الخوف من تداعيات قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ووسط هذه الفترة المضطربة، لم يكن وجود بديل قابل للتطبيق للنظام الحالي أكثر أهمية من أي وقت مضى. يبرز المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) كبديل شامل، مبددًا أي شكوك حول المستقبل ما بعد النظام الثيوقراطي. ويطمئن المجلس ليس فقط الإيرانيين ولكن أيضًا الدول المجاورة والمجتمع الدولي بقدرته على إقامة نظام سلمي ومزدهر.
وكان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في طليعة النضال ضد نظام الملالي المتخلف لأكثر من أربعة عقود، مضحيًا بشكل كبير من أجل القضية. إنه هيئة منظمة بكوادر ذوي خبرة، تضم مجلسًا مركزيًا لألف امرأة مقاتلة والعديد من السجناء السياسيين السابقين. لقد حصل على اعتراف دولي كبير، مدعومًا بمجموعة واسعة من الشخصيات السياسية العالمية وخطة شاملة من 10 نقاط لمستقبل إيران، مدعومة من العديد من الفائزين بجائزة نوبل.
ويتحدى هذا التنظيم تكتيكات التخويف للنظام حول الفوضى التي قد تتبع سقوطه، مثل المقارنات بسوريا أو احتمال تفكك إيران. وأكدت السيدة رجوي، في خطابها الأخير إلى البرلمان الأوروبي، ثلاث نقاط حاسمة: أولاً، ادعاء النظام بأنه لا يوجد بديل هو كذب صريح. ثانيًا، يقترح النظام أن إيران قد تنزلق إلى الفوضى كما في سوريا أو ليبيا؛ ومع ذلك، فإن وجود بديل قادر ينفي مثل هذه الاحتمالية. أخيرًا، فإن مخاوف من تفكك إيران لا أساس لها؛ خلال الانتفاضات، اتحد الإيرانيون من خلفيات عرقية مختلفة تحت قضية مشتركة، مطالبين بالحقوق، وليس بالانفصال.
وبينما تقف إيران عند لحظة فاصلة، يراقب المجتمع الدولي والمغتربون الإيرانيون التطورات عن كثب. تظل دور المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حاسمًا، حيث يقدم رؤية لإيران ديمقراطية وشاملة، في تناقض صارخ مع النظام القمعي الحالي الذي يستمر في فقدان سيطرته سواء داخليًا أو دوليًا.