موقع المجلس:
على الرغم من العقوبات الصارمة المفروضة علی نظام الملالي دولیاً، خلال الأربع سنوات الماضية، ، تمكنت إيران من بيع نفطها بأسعار مخفضة باستخدام مئات الناقلات القديمة وغير المؤمَّن عليها، وغالباً بدون وثائق رسمية، والمعروفة جماعياً بـ “الأسطول الشبح”. هذه الطريقة في التحايل على العقوبات تشكل تحدياً كبيراً أمام استراتيجية الرئيس الأمريكي المنتخب حديثاً دونالد ترامب المعروفة بـ “الضغط الأقصى” ضد إيران.
وفقاً لتقرير من بلومبرغ، تستخدم إيران ناقلات “الأسطول الظل” هذه لتصدير حوالي مليون برميل من النفط يومياً. ويسلط التقرير الضوء على التقنيات التي تستخدمها إيران لتجنب العقوبات، بما في ذلك حالات حيث تقترب ناقلتان من بعضهما البعض بأنظمة التعريف الآلي مغلقة لإخفاء مواقعهما، وتتم عملية نقل الشحنات بينهما.
ولا تمتلك أي من السفن المشاركة في هذه النقلات تأمينًا أو وثائق تسجيل مناسبة، حيث أنها جزء من عمليات إيران السرية. ذكرت منظمة “الاتحاد ضد إيران النووية” أنها حددت حوالي 400 سفينة مشاركة في شحن النفط الإيراني السري.
وتصل القدرة النقلية لهذه السفن إلى ما يصل إلى مليوني برميل، وتشمل عدة ناقلات نفط عملاقة. تذكر شركة فورتكسا لتحليلات الطاقة أنه يوجد على الأقل 190 ناقلة نفط عملاقة تشارك في عمليات التهريب لصالح إيران، بالإضافة إلى روسيا وفنزويلا جزئياً. ولاحظت أن 60% من هذه الناقلات الكبيرة لم تخضع بعد لعقوبات الولايات المتحدة، وأن حوالي 80 ناقلة نفط عملاقة أخرى على مستوى العالم ستصل إلى عمر يزيد عن 18 عاماً هذا العام ومن المحتمل أن يتم بيعها إلى سوق الأسطول الشبح.
وفي العام الحالي، صدرت إيران 1.6 مليون برميل يومياً، وكانت الغالبية العظمى منها تُسلّم إلى الصين عبر “الأسطول الشبح”.
تحقيق بلومبرغ حول التحايل على العقوبات عبر ماليزيا
وفحص فريق من بلومبرغ صور الأقمار الصناعية لسواحل ماليزيا خلال الخمس سنوات الماضية، مما كشف عن حركة مكثفة للناقلات. وأظهرت أبحاثهم زيادة كبيرة في تهريب النفط الإيراني مقارنة بعام 2020، خاصةً بالقرب من مضيق ملقا، الذي يربط بين بحر الصين الجنوبي وبحر العرب والمحيط الهندي. ووفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يُعد هذا المضيق أكثر ممرات النفط ازدحاماً في العالم، حيث يعبر عنه يومياً حوالي 23 مليون برميل.
وتقدر بلومبرغ أن حوالي 350 مليون برميل من النفط، بقيمة تقارب 20 مليار دولار، تم تهريبها من خلال هذا المضيق في الأشهر التسعة الأولى من العام الميلادي الحالي وحده، وكان الجزء الأكبر منها يعود للنفط الإيراني.
وفي أكتوبر، تمكن فريق بلومبرغ من التقاط صور لنقل النفط بين ناقلات قبالة سواحل ماليزيا. أظهرت بيانات رقمية من مواقع تتبع الملاحة البحرية أن ناقلة تُدعى “تيتان” رست بالقرب من مضيق هرمز الإيراني في 16 سبتمبر، ومن ثم تحركت نحو المياه الماليزية.
وكانت سفينة قريبة تُدعى “وين وين”، التي غادرت سواحل الصين في 23 سبتمبر، قد وصلت إلى موقع النقل في المياه الماليزية. ويتم عادةً نقل النفوط المهربة في هذه المناطق المرساة، وبعد تزوير الوثائق لتغيير مصدر الشحنة، الذي غالباً ما يُسجل على أنه ماليزيا أو عمان، يتم نقل النفط إلى الصين. تسمح هذه العملية للشركات الصينية بإنكار شراء النفط الإيراني وتجنب العقوบات.
ويشير تقرير بلومبرغ إلى أن تهريب النفط في المياه الماليزية يمثل نقطة ضعف كبيرة في نظام العقوبات الغربية، مما يجعل تنفيذها صعباً. كما تقر شركة فورتكسا بتزايد صعوبة تتبع هذه الناقلات، لكنها تشير إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تملك الفرصة لتطبيق عقوبات أكثر صرامة لتعقيد وزيادة تكاليف جهود إيران لتجنب العقوبات، وتطيل بشكل ملحوظ الوقت الذي تستغرقه شحنات النفط من إيران للوصول إلى الصين.