أي رئيس إصلاحي هذا الذي لا يجرؤ على الإعلان عن برنامج إصلاحي؟
میدل ایست اونلاین- منی سالم الجبوري:
عند كل أوضاع غير مطمئنة تحدق بالنظام الايراني ويتوجس منها ريبة من احتمالات سلبية من جرائها، فإنه يزيد من عيار التهدئة والمرونة في خطابه السياسي الموجه للمنطقة بشكل خاص وللعالم بشكل عام، وهو يريد من خلال ذلك الإيحاء بجنوحه للخيار المسالم ومن إنه يمثل يعمل من أجل ضمان السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، وهذا ما يحدث الان تماما بعد أن فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية وهو المعروف بتشدده البالغ مع النظام الايراني والذي جسده في رئاسته عام 2016 ـ 2020.
ليس النظام الايراني فقط وإنما العالم كله يعلم بأن 4 أعوام بالغة الصعوبة تنتظر هذا النظام، والذي يجعل قادة النظام يشعرون بالمزيد من القلق هو إن أوضاعهم الاقتصادية سيئة جدا وجعلها أسوأ من ذلك قد تكون بمثابة الشرارة التي تشعل النار في الهشيم، ومن هنا فإن التغيير الحذر الجاري في الخطاب الايراني وجولات موفديه لخارج إيران، تسعى كلها من أجل إيجاد منفذ أو ممر آمن لخروج النظام آمنا بعد فترة ترامب الرئاسية هذه والتي تبدو كالعاصفة التي في طريقها للإقلاع باتجاه إيران.
حاليا، فإن ما يدور في كواليس النظام وحتى ما يطرح من تحليلات وبحوث بخصوص ما يمكن القيام به من جانب النظام للتعامل مع الاعوام الـ 4 القادمة، فإن الذي يمكن لمسه هو الميل الواضع للخطاب نحو المهادنة والمساومة والتخلي عن التشدد ولو الى حين، ولكن وعلى الرغم من إن الرئيس الايراني محسوب على الجناح الاصلاحي المزعوم، لكن مع ذلك لا هو ولا أحد آخر يجرؤ على التطرق الى إجراء ثمة تغيير في أسس من النهج الصارم للنظام وجعله يبدو ملائما للاندماج والتعايش السلمي مع بلدان المنطقة والعالم.
صحيح أن هناك ثمة انتقادات من داخل النظام ووسائل إعلامه للدعم المتزايد لوكلاء النظام في بلدان المنطقة، لكن وفي نفس الوقت ليس هناك من يمكنه أن يدعو الى التخلي عنهم أو حتى الى تخفيف مقدار الدعم والتأييد المقدم لهم على الرغم من إنه قد صار واضحا بأن الشعب الايراني برمته يطالب بإنهاء الدعم والتأييد المقدم أساسا على حساب مائدته لهؤلاء الوكلاء!
كما ذكرنا في بداية هذا المقال فإن النظام عند كل أوضاع غير مطمئنة تحدق بالنظام الايراني ويتوجس منها ريبة من إحتمالات سلبية من جرائها، فإنه يزيد من عيار التهدئة والمرونة في خطابه السياسي الموجه للمنطقة بشكل خاص وللعالم بشكل عام، وفي ضوء لهجة ونمط هذا الخطاب وكون الرئيس الحالي محسوب على الاصلاحيين، فإن البعض بدأ بإثارة موضوع إمكانية التعايش السلمي مع هذا النظام وإندماجه مع بلدان المنطقة والعالم، وهو ليس بموضوع جديد أو طارئ بل إنه إمتداد لذلك الموضوع المثار منذ أكثر من ثلاثة عقود بهذا الصدد ولكن من دون جدوى، ولذلك فإن إثارة هذا الموضوع مرة أخرى ليس إلا مجرد هواء في شبك وليس أكثر من ذلك إطلاقا!