الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
يعمل نظام الملالي ومنذ تلك الانتکاسة الکبيرة التي منيت بها إثارته للحرب الاخيرة في المنطقة وفشله في جعلها تسير لصالحه، وفق سياسة تقوم على تکثيف ممارساته القمعية ولاسيما زيادة الاعدامات في الداخل ومضاعفة جهوده من أجل إجراء مساومات على الصعيد الدولي في سبيل التمهيد لأجواء تضمن خروجه سالما من آثار وتداعيات إثارته للحرب الاخيرة.
هذا المسعى السياسي الذي باتت ملامحه واضحة جدا من خلال الترکيز على الممارسات القمعية ولاسيما الاعدامات وزيادتها بوتائر فاقت عهد السفاح ابراهيم رئيسي، إذ أن تنفيذ 440 حکم إعدام خلال 100 يوم من حکم بزشکيان يدل على ما نقوله الى جانب إن الجولات المتواصلة لمسٶولي النظام الى خارج إيران ومحاولاتهم المستميتة من أجل إيجاد آذان صاغية لهم تضمن عدم إحتراقهم بالنار التي أشعلوها في المنطقة.
نظام الملالي اليوم يمسك بعصا تشب النار في طرفيها، إذ إن تصاعد عملية المواجهة والصراع الذي يخوضه الشعب والمقاومة الايرانية ضده من خلال تزايد التحرکات الاحتجاجية ونشاطات وحدات الانتفاضة خصوصا إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار إنه وبمناسبة الذکرى السنوية لإنتفاضة نوفمبر2019، فقد نفذ شباب الانتفاضة حوالي 30 عملية واسعة النطاق في 20 مدينة إيرانية في الذكرى السنوية لانتفاضة نوفمبر 2019. وجاءت هذه العمليات تعبيرا عن إصرارهم على مقاومة النظام، حيث استهدفت مواقع رئيسية تابعة للسلطات القمعية، من بينها مراكز قضائية وعسكرية وشخصيات تمثل النظام.
مواجهة النظام داخليا والسعي من أجل إسقاطه، يتزامن مع تهافت النظام في العمل من أجل إستجداء دعم وتإييد دولي لمساع يجريها تضمن إنقاذه من النار التي أشعلها، في الوقت الذي لم يعد فيه هناك من أية ثقة بهذا النظام الکاذب والمخادع لأنه لايمکن ضمان أي مصداقية في الوفاء بإلتزاماته بل إنه سرعان مايقلب ظهر المجن ويعود الى سابق تصرفاته ونهجه المشبوه.
الشعب الايراني المکتوي بنار حکم هذا النظام الرجعي الدموي المعادي لکل ماهو إنساني وحضاري، عازم أشد العزم على الاستمرار في مواجهته ضد هذا النظام الذي سلبه حريته ونهب وسرق ثرواته وبددها ويبددها في مغامراته الجنونية من أجل المصالح الضيقة للنظام والملفت للنظر هنا، إن المقاومة الايرانية عملت وتعمل من أجل جعل العالم على إطلاع کامل بما يجري في داخل إيران وکيف إن الشعب الايراني قد بات يضيق ذرعا بهذا النظام وعازم أشد العزم على مواخلة مواجهته وصراعه ضده حتى الاطاحة به وإقامة الجمهورية الديمقراطية.