قوات نظام الملالي القمعیة-
بحزاني – منى سالم الجبوري:
بعد 45 عاما من الحکم الدکتاتوري القمعي للنظام الحاکم في إيران، وبعد أن عاث في الارض فسادا وظلما وإثارة للحروب وسفکا للدماء والتسبب بالدمار والخراب، فإن هذا النظام وکما يبدو واضحا قد وصل الى نهاية وآخر الخطر ولم يبقى في جعبته الخرقاء من طرق وأساليب إجرامية ولا إنسانية لم يجربها ضد الشعب الايراني في المقام الاول وضد شعوب المنطقة والعالم في المقام الثاني، فإنه وبعد أن صار يعلم بأنه کأي نظام دکتاتوري أرعن يسير نحو نهايته الحتمية بالسقوط، فإنه يسعى جاهدا من أجل تلافي السقوط!
عند إجراء عملية مراجعة لأوضاع النظام الايراني بصورة عامة منذ تأسيسه، وکذلك إجراء عملية مراجعة لأوضاعه منذ أواخر عام 2017 وحتى الان بشکل خاص، فإننا نجد أنفسنا أمام نظام قد قام بکل ما فە وسعه من أساليب وطرق مختلفة من أجل ترسيخ حکمه وجعل نفسه أمرا واقعا على الشعب الايراني، ولکن ومنذ أواخر عام 2017، حيث إنتفاضة 28 ديسمبر ذات الطابع السياسي والتي قادتها منظمة مجاهدي خلق الایرانیة بإعتراف المرشد الاعلى للنظام، فإن النظام الدموي المبني على أساس من الحديدوالنار قد سقطت هيبته ولاسيما بعد أن إستمر الشعب الايراني في عملية مواجهة النظام وقام بإنتفاضتي 15 نوفمبر2019 و16 سبتمبر2022، فقد صار العالم کله يعلم بأن إسقاط هذا النظام الذي صور نفسه منيعا أصبح أمرا ممکنا بإستطاعة الشعب الايراني القيام به.
اليوم، وبعد أن صار هذا النظام متورطا في مستنقع إثارته للحروب ولايستطيع الخروج منها على الرغم من محاولات المستمرة والتي وصلت الى التوسل بهذا وذاك من أجل خروجه منها بماء وجهه، فإن الشعب الايراني يزداد إصرار على المضي قدما لتکملة الطريق الذي بدأه في 28 ديسمبر2017، وذلك بإسقاط النظام وإقامة الجمهورية الديمقرطية، والمثير في الامر إن النظام وبعد فوز ترامب صار يشعر برعب أکبر من السابق وهو يريد منذ الان السعي من أجل الانبطاح أمام ترامب أملا في بقائه على الحکم، ولکن الشعب الايراني ومنظمة مجاهدي خلق، لم يراهنوا يوما على هذا وذاك وإنما آمنوا بقضيتهم العادلة من حيث الاستمرار في عملية الصراع والمواجهة ضد هذا النظام الدکتاتوري حتى إسقاطه.
المٶشرات التي تٶکد على قرب سقوط هذا النظام وبزوغ شمس الحرية في إيران کثيرة بل وحتى إن تزايد المواجهة النارية للشعبضد النظام يدل على ذلك وکمثال على هذا الامر فإنه وبالتزامن مع الذكرى السنوية لأحداث نوفمبر 2019، التي راح ضحيتها حوالي 1500 شهيد من الشباب والنساء والمواطنين العزل، أطلقشباب الانتفاضة في إيران سلسلة من العمليات البطولية ضدمؤسسات النظام القمعية، تعبيرا عن وفائهم للشهداء واستمرارافي نضالهم ضد النظام. وشهدت أكثر من 20 مدينة إيرانية، منشمال البلاد إلى جنوبها، موجة من الهجمات المتزامنة على المراكزالعسكرية، والبلديات، والمقار القضائية التي تلعب دورا رئيسيافي قمع الشعب.