حدیث الیوم:
موقع المجلس:
كشفت ازمة خلافة خامنئي و التي طرحت مؤخراُ من جانب الولي الفقیة للنظام عن حالة الارتباك والخوف عن قرب مفارقة “الخليفة” الحياة في أعلى مستويات النظام.
الجدیر بالذکر، بعد يوم من تصريحات خامنئي في اجتماع مجلس خبراء النظام في (7 نوفمبر)، التي دعا فيها إلى ضرورة استعداد المجلس لاختيار “الولي الفقيه” المقبل، تحدث الملا حيدري كاشاني، عضو مجلس الخبراء، عن كلمات خامنئي وأجواء الاجتماع قائلاً:
“انحبست أنفاسنا. أصدر أوامره بشكل صريح لمجلس الخبراء بضرورة التحرك الفوري، واختيار القيادة المقبلة وفقاً لأحكام الدستور… بجدية، بحزم، بقوة، دون تردد أو تأخير! مجرد التفكير في غياب ظل السيد عنّا، دفع بعض أعضاء مجلس الخبراء إلى البكاء بصوت عالٍ، ولم يتمكنوا من السيطرة على أنفسهم بسبب مجرد تخيل احتمال استشهاد السيد”.
أثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً داخل النظام، وظهرت آثارها في خطب صلاة الجمعة يوم (15 نوفمبر) في مدن مختلفة من البلاد. وتحدث عدد من وكلاء خامنئي عن الأمر، وكشفت تصريحاتهم المتناقضة حالة الارتباك والخوف التي تسبب فيها الحديث عن قرب مفارقة “الخليفة” الحياة في أعلى مستويات النظام.
في خطبة الجمعة بمدينة شهركرد، أنكر الملا كيواني، وهو أيضاً عضو في مجلس الخبراء، تصريحات الملا حيدري من أساسها، وقال:
“قال شخص ما إن أعضاء مجلس الخبراء بَكوا… لم يبكِ أحد. في هذا الاجتماع كان هناك تبسم وفرح وشعور بالقوة. كنا متحمسين، ولم نذرف حتى دموع الفرح. وما قيل عن إصدار السيد أوامره لمجلس الخبراء للبحث في موضوع القائد المقبل، أمر مرفوض تماماً”.
في خطبة الجمعة بمدينة أصفهان، قال الملا مهدوي:
“ما قاله خامنئي بشأن ضرورة أن يُعد مجلس الخبراء لشخص مناسب يتمتع بصفات القيادة لوقت الحاجة، ليس أمراً جديداً. فقد سمعت هذه العبارة منه حوالي 17 أو 18 مرة خلال العشرين سنة الماضية”.
وأضاف: “هناك لجنة في مجلس الخبراء مكلفة بالتعرف على جميع الأشخاص الذين يُحتمل أن يكونوا مرشحين للقيادة، وليس فقط داخل إيران لأن مسألة ولاية الفقيه لا تقتصر على الحدود الجغرافية. تقوم هذه اللجنة بسرية تامة، ويختار أعضاؤها، الذين هم بعدد محدود، ثلاثة أشخاص يمتلكون قائمة بأسماء هؤلاء المرشحين مع الحفاظ على سرية الأسماء”.
الطريف أن هذه السرية لم تمنع تداول أخبار في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول الأسماء الثلاثة المختارة سراً، والتي تشمل: مجتبى خامنئي، الذي يُقال إنه يمسك بزمام قوات الحرس، وخاصة جهاز استخباراته، من وراء الكواليس. والثاني الملا أعرافي، رئيس الحوزات الدينية الحكومي ورئيس سابق لمؤسسة “جامعة المصطفى” التي تُعنى بتجنيد وتدريب الإرهابيين خارج الحدود. والثالث هو الملا ميرباقري، الذي يُشار إليه كمرشد لجماعة (پایداری) “الصمود” المتشددة.
وفي مثال آخر عن الجدل الذي أثارته تصريحات خامنئي في 7 نوفمبر، قال الملا شفيعي في خطبة الجمعة بمدينة ساري (15 نوفمبر): “لقاء السيد القائد يوم الخميس مع أعضاء مجلس الخبراء أثار ردود فعل بين الأعداء [اقرأ: المجتمع الذي ضاق ذرعاً]. بدأوا في التحليل والمبالغة، وكأن حدثاً كبيراً وقع. لا تظنوا أن حدوث مكروه للسيد القائد سيجعلكم في مأمن”.
وعلى الرغم من تصريح الملا مهدوي في أصفهان بأنه سمع مثل هذه الدعوات من خامنئي حوالي 17 أو 18 مرة خلال 20 عاماً، فإن طبيعة الموقف تشير إلى أن مثل هذا الصخب لم يحدث في المرات السابقة. وبالتالي، فإن الاضطرابات التي أثارتها هذه المرة خطب الجمعة في أوساط النظام، تعكس، وضع النظام المميت وسط أزماته الراهنة، فضلا عن جانب حالة خامنئي الصحية. بمعنى آخر، ما يحدث الآن هو ترتيبات مسبقة “لتعزية خلافة في نظام يحتضر” تحت مظلة ولاية الفقيه.