موقع المجلس:
انعکاساً للسخط الشعبي من الازمات العمیقة التي تعسف بالبلاد، شهدت إيران یوم السبت 16 نوفمبر 2024سلسلة من الاحتجاجات في مختلف المدن، حيث خرج متقاعدو التعليم، والعاملون في القطاع الصحي، ومتقدمو برامج الإسكان إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم تجاه الوعود الحكومية غير المحققة وسوء الأوضاع الاقتصادية. هذه التحركات تسلط الضوء على الأزمة العميقة التي تعصف بالبلاد، حيث أدى التضخم والفساد وسوء الإدارة إلى معاناة ملايين المواطنين في تأمين حقوقهم الأساسية.
وفي طهران، تجمع المعلمون المتقاعدون أمام مكتب الرئاسة للمطالبة بتنفيذ التعديلات التي تم الوعد بها وفقًا لتوجيهات عام 2021، والتي تقضي بزيادة المعاشات لتشمل 90% من مكافآت الرتب. ورغم استحقاقهم لهذه التعديلات، فإن الحكومة لم تفِ بالتزاماتها، مما وضع العديد من المتقاعدين في أزمة مالية خانقة بعد عقود من الخدمة.
#طهران – السبت 16 نوفمبر
تجمع احتجاجي للمعلمين المتقاعدين احتجاجا على عدم دفع مستحقاتهم
المحتجون يهتفون ضد الرئيس لنظام الإيراني : بز شكيان عار عليك #احتجاجات_إيران#iran pic.twitter.com/nRr9jVjS4c— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) November 16, 2024
ورفع المحتجون لافتات تنتقد الحكومة على تجاهل حقوقهم، مؤكدين أن مطالبهم ليست فقط مادية بل تعكس أيضًا غضبًا واسعًا من الإهمال الحكومي. وأكد المعلمون أن هذا الإهمال يرمز إلى أزمات أعمق تعاني منها البلاد، حيث تكررت الوعود دون أي إجراءات ملموسة لتحسين أوضاعهم.
وفي احتجاج آخر في طهران، نظم الممرضون والعاملون في مستشفى لقمان تجمعًا ضد وزارة الصحة، التي أخفقت في الوفاء بوعودها المتعلقة بدفع الرواتب والمزايا المالية والعمل الإضافي. وعبّر العاملون عن استيائهم من تدهور أوضاعهم وسط تضخم اقتصادي يؤثر بشدة على القطاع الصحي.
وفي شيراز، تجمع أعضاء المجتمع الطبي أمام مجلس النظام الطبي لإحياء ذكرى الدكتور مسعود داوودي، وللتنديد بتصاعد العنف ضد العاملين في القطاع الصحي، بالإضافة إلى الهجمات الإعلامية التي تستهدف الأطباء. وطالب المحتجون بحماية أكبر للكوادر الطبية وإيقاف حملات التشويه الممنهجة ضدهم.
وفي أراك، نظم متقدمو برنامج الإسكان الوطني تجمعًا أمام مكتب محافظ المحافظة المركزية، للمطالبة بتسليم المنازل التي دفعوا أثمانها منذ سنوات. المحتجون عبّروا عن إحباطهم من التأخيرات المستمرة وانعدام الشفافية في المشروع، مما أدى إلى ترك العديد من الأسر دون مأوى.
وتعود جذور هذه الاحتجاجات إلى الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تعصف بإيران. فقد أدى التضخم الحاد وانهيار العملة الوطنية إلى إغراق ملايين الإيرانيين في الفقر. وتتحمل الفئات الأكثر ضعفًا، مثل المتقاعدين والعاملين في القطاع الصحي، العبء الأكبر لهذه الأزمة.