موقع المجلس:
شهدت عدة مدن إيرانية عمليات منسقة قامت بها وحدات الانتفاضة لتكريم في الذكرى السنوية لانتفاضة نوفمبر ٢٠١٩، وإيصال رسائل تحدٍّ للنظام. تضمنت هذه العمليات إظهار صور ضوئية رمزية وشعارات ملهمة تجسد استمرار الكفاح والمقاومة الشعبية من أجل الحرية.
وفي مدينة مشهد، وتحديداً في شارع طبرسي، عُرضت صورة كبيرة تحمل شعار “المرأة، المقاومة، الحرية”، تأكيداً على دور المرأة البارز في مقاومة النظام. وفي شارع شاهد، ظهر عرض ضوئي كبير لصورة مسعود رجوي، قائد المقاومة الایرانية، إلى جانب عبارة “الرد الوحيد على نظام الملالي هو النار، لتشتعل النار بلهيبها”، كرسالة تحدٍّ واضحة. وفي شارع محسني، وُضعت صورة ضوئية لرجوي مرفقة بشعار “سيشتعل لهيب الانتفاضة بجيش الجائعين”، مما يرمز إلى استعداد الشعب لمواصلة الانتفاضة.
وأما في مدينة رشت، وتحديداً في شارع طالبي، فقد تجلت صورة ضوئية للسيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تحمل شعار “جيل انتفاضة ٢٠١٩، جيل التمرد والعصيان”، مما يعكس استمرار المقاومة وتوريث روح الانتفاضة للجيل الجديد. وفي بندر انزلي، بحديقة پرستار، وُضعت صورة كبيرة لمريم رجوي، إلى جانب شعار يؤكد أن انتفاضة نوفمبر أثبتت أن انتفاضة الشباب مستمرة.
وفي تالش، بشارع ٨ شهریور، ظهرت صورة ضوئية لمسعود رجوي تحمل العبارة “الثوار يصنعون النصر”، لتؤكد أن النصر سيكون من نصيب الثائرين.
وفي بندرعباس، وتحديداً في حي نواب، ظهرت صورة ضوئية لمسعود رجوي إلى جانب الشعار “أيها الدكتاتور، أنا آرش، والنار جواب النار”. هذا الشعار ليس مجرد عبارة، بل يحمل في طياته رمزاً عميقاً من التراث الإيراني. آرش كمانکیر (آرش الرامي) هو بطل أسطوري من تاريخ إيران القديم، اشتهر بتضحيته العظيمة من أجل وطنه. ووفقاً للأسطورة، أطلق آرش سهمه من قمة جبل “دماوند” ليحدد حدود إيران في وجه العدو، ووضع كل قوته وحياته في تلك الرمية حتى فارق الحياة فوراً بعد إطلاق السهم.
هذا الرمز التاريخي الذي تتداوله الأجيال بات يمثل التضحية المطلقة من أجل الوطن، والإصرار على مواجهة الظلم مهما كانت التكلفة. عندما يردد شباب الانتفاضة عبارة “أيها الدكتاتور، أنا آرش”، فهم بذلك يعلنون استعدادهم لتقديم أرواحهم في سبيل حرية إيران، مثلما قدّم آرش حياته لتحديد حدود الوطن وصونه من العدو. هذا الشعار يعكس تصميم الشباب الإيرانيين على التصدي للظلم والنضال حتى النهاية، رغم قمع النظام، مؤكدين أن شعلة المقاومة مستمرة حتى تحقيق الحرية والاستقلال الكامل لإيران.
إن هؤلاء الشباب يسيرون على درب شهداء انتفاضة نوفمبر، ويثبتون أن محاولات النظام لقمعهم لن تنجح في إخماد جذوة المقاومة. ورغم أن النظام الإيراني كثّف من عمليات الإعدام والقمع الوحشي في محاولة لإرهاب الناس وإسكات صوتهم، إلا أن النتيجة جاءت عكسية تماماً. فبدلاً من أن يتراجع الناس أو يشعرون بالخوف، ازدادت روح التحدي والمقاومة، وظهرت وحدات الانتفاضة بمزيد من النشاط والتصعيد في عملياتها اليومية. إن هذه الوحدات بتصاعد نشاطها، تؤكد على تصميم شباب الانتفاضة على الاستمرار في النضال، غير آبهين بتصعيد النظام أو سياساته القمعية. وفي كل خطوة يخطونها، يجددون العهد على المضي قدماً نحو تحرير إيران من قيود الاستبداد والظلم، متعهدين بأن نضالهم سيستمر حتى تحقيق الحرية الكاملة لشعبهم.