حدیث الیوم:
موقع المجلس:
الانتفاضة العارمة و التي هزت ارکان نظام الملالي فی نوفمبر عام 2019، تعد احدی من اهم الانتفاضات التي مرت بعد أقل من عامين على انتفاضة ديسمبر 2017 التي هزت أركان النظام الإيراني وأسقطت مسرحية النظام المخادعة بشعار جماهيري تم ترديده في الشوارع “إصلاحي أصولي، انتهت اللعبة”، جاءت الانتفاضة النارية في نوفمبر 2019، التي اندلعت مساء الجمعة، 14 نوفمبر، بعنف يفوق التوقعات، لتدفع ديكتاتورية ولاية الفقيه إلى حافة السقوط.
وصف بعض قادة النظام هذه الانتفاضة بأنها من أكبر الهزائم التي كان يمكن أن تُسقط النظام. حيث أطلق حسام الدين آشنا، مساعد وزير المخابرات السابق ومستشار الرئيس في ذلك الوقت، على الانتفاضة اسم “عملية الضياء الخالد رقم 2” وكتب: “ظنوا أنهم أطلقوا عملية الضياء الخالد رقم 2 (فروغ جاويدان2) “.
أما قائد عمليات قوات الباسيج، العميد آبنوش، فقال: “هذه الفتنة كانت فتنة مختلفة… وبصفتي شخصاً كنت في الميدان، أعتقد أن الله وحده هو من أنقذنا”.
تصريحات بعض المسؤولين وعناصر النظام تُظهر بوضوح لماذا وصف هذا القائد إنقاذ النظام من السقوط بالمعجزة:
– الملالي ذو النوري، رئيس لجنة الأمن في برلمان النظام، قال: “فقط في يوم الأحد 16 نوفمبر، وقعت 147 مواجهة في طهران وحدها، وفي جميع أنحاء البلاد شهدنا مواجهات في 800 نقطة، وأُضرمت النيران في 900 محطة وقود… وفي إحدى قواعد الباسيج أُلقيت 50 قنبلة مسيلة للدموع لتُقتحم القاعدة. هؤلاء كانوا مدربين” (تلفزيون النظام، 24 نوفمبر 2019).
– جواني، نائب الشؤون السياسية في الحرس، قال: “هذه الأحداث بهذا الحجم وهذا الاتساع لم يسبق لها مثيل في الأربعين عاماً من عمر الثورة الإسلامية”.
– الملا أدياني، رئيس القسم العقائدي والسياسي في قوات الشرطة القمعية، وصف الانتفاضة في 21 نوفمبر بأنها “أكثر تعقيداً من أحداث الأعوام 1999 و2009 و2017”.
ما الذي يجعل انتفاضة نوفمبر 2019 متميزة؟
ما يُميز الانتفاضة الوطنية في نوفمبر 2019 عن جميع الانتفاضات التي اندلعت منذ تسعينيات القرن الماضي هو الطابع الثوري والعنيف الذي اتسمت به، والذي تجلى في استخدام النار، ليس بشكل عشوائي، بل بصورة هادفة ومنظمة. خلال هذه الانتفاضة، تم استهداف وتدمير أكثر من:
– 1890 مركزاً من مراكز القمع والنهب والدعاية الرجعية،
– أكثر من 1000 فرع بنكي،
– 200 محطة وقود،
– 41 مركزاً أمنياً وعسكرياً (تابعة للشرطة والحرس وغيرهما)،
– 19 مكتباً تابعاً لأئمة الجمعة وحوزات نشر الجهل والخرافات،
– 182 منشأة حكومية وأخرى تابعة لمؤسسات النظام،
– 80 وحدة من المتاجر الكبرى التابعة للحرس أو الهيئات الحكومية،
– 120 مركبة من مركبات القوات القمعية، بالإضافة إلى عدد كبير من المركبات العامة التي استُخدمت لنقل قوات القمع.
لقد طالت نيران الغضب الشعبي آلاف الرموز والمعالم الدالة على الفاشية الدينية الحاكمة، مما أدى إلى تدميرها بالكامل.
في انتفاضة نوفمبر 2019، اختُبرت استراتيجية جيش التحرير المنتصر داخل الأحياء والمدن الثائرة. ففي 191 مدينة، أغلقت الطرقات الرئيسية والطرق السريعة على وقع شعارات “الموت لخامنئي” و”الموت للديكتاتور”.
الشعب الشجاع وشباب الانتفاضة واجهوا الوحوش القمعية للنظام وجعلوهم يفرون. واستُهدفت العديد من مراكز القمع بنيران الغضب الشعبي، وتمكنت القوات والشباب الثائرون أحياناً من السيطرة على أحياء كاملة أو حتى مدن بأكملها لساعات طويلة.
قال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام، في مؤتمر صحفي يوم 17 نوفمبر:
“هؤلاء الأشخاص كانوا مرتبطين بحكومات ومجاهدي خلق… أعتقد أن 34 شخصاً من مجاهدي خلق تم اعتقالهم حتى الآن، وتم التعرف على شبكة واسعة من القنوات التي، على الرغم من عدم الإعلان عن انتمائها للمجاهدين، كانت تعمل وفق منهجهم وخطهم السياسي”.
ومن أبرز سمات هذه الانتفاضة كان العنصر التنظيمي فيها. فقد قال المتحدث باسم الحرس ، رمضان شريف:
“مستوى العنف العالي والتنظيم واستخدام النساء لإثارة الاشتباكات في البداية كان تجربة جديدة” (قناة “خبر فوري” للنظام، 25 نوفمبر 2019).
كما وصف حسن روحاني، رئيس النظام آنذاك، المشاركين في الانتفاضة بأنهم “مثيرو شغب منظّمون، مخطط لهم ومسلحون… أولئك الذين جاءوا بشكل منظم في هذه القصة” (4 ديسمبر 2019).
صانعو انتفاضة نوفمبر 2019 سطروا صفحات ذهبية في تاريخ إرادة شعب وأمة، حاملين رسالة تؤكد حتمية سقوط النظام المعادي لإيران والمعادي للإنسانية. لقد أثبتوا أنه من خلال المقاومة والانتفاضة، وبتبني مبدأ “لن يخدمك أحد سوى نفسك”، ومنهجية “النار تُجاب بالنار”، يمكن ويجب إسقاط ديكتاتورية العصر الدموية.