صور للاحتجاجات في ایران-آرشیف:
موقع المجلس:
انتفاضة نوفمبر 2019 في إيران، المعروفة محليًا بـ “آبان 98 و التي تعد لحظة فارقة في التاريخ السياسي الحديث للبلاد، لها تحالیلها و تداعیاتها الخاصة بها. فقد اندلعت هذه الأحداث بسبب ارتفاع أسعار الوقود، لكنها تطورت سريعًا إلى احتجاجات واسعة النطاق ضد النظام، مما شكل تحديًا لاستقرار النظام الملالي وكشف عن نقاط ضعفه. يغوص هذا التقرير في ردود الفعل المتعددة الأوجه للانتفاضة والآثار الاستراتيجية كما اعترف بها مسؤولون حكوميون وشخصيات المعارضة.
صور للاحتجاجات في ایران
وكانت أهم نتائج “الانتفاضة المجيدة” تعزيز الاعتقاد بين الإيرانيين بأن التغيير النظامي أصبح قريب المنال. وعلى الرغم من ادعاءات الإصلاحیین المزيفين التي وصفها النقاد بأنها غير صادقة، ومحاولات المسترضين الغربيين الذين زعموا أن الشعب الإيراني لا يؤيد إسقاط النظام، فقد أحدثت الانتفاضة اضطرابًا في هذه الروايات، مظهرةً رغبة واسعة النطاق للثورة الهيكلية، وليس الإصلاح تحت ظل النظام الثيوقراطي القائم.
وكانت ردة فعل الوليالفقیة للنظام علي خامنئي تجاه الاحتجاجات في 8 يناير 2020 معبرة عن قلق النظام. وصف اجتماعًا في أوروبا شارك فيه “عنصر أمريكي وعدة خونة إيرانيين” يخططون ضد الجمهورية الإسلامية قبل أحداث نوفمبر”. تم ترديد هذا السرد من قبل مسؤولين كبار آخرين الذين صوروا الانتفاضة على أنها هجوم منظم بدلاً من احتجاجات عفوية.
وكانت مشاركة عناصر النظام وشدة القمع غير مسبوقة. وفقًا لقائد في الحرس علي فدوي، شهد اليوم الأول من الانتفاضة مشاركة من 28 محافظة و100 حي، مما يشبه الاضطرابات بمعارك تاريخية، مما يبرز شدة المواجهات. كان اعتراف النظام بالمعارضة الواسعة النطاق انحرافًا واضحًا عن تقليله المعتاد لأنشطة المعارضة.
ومن الناحية الاستراتيجية، تسلط تعليقات مختلف الشخصيات الحكومية الضوء على التهديد المتصور من مجموعات المعارضة المنظمة، وخاصة مجاهدي خلق، الذين اتهموا بالتورط بشكل واسع. سواء كانت هذه الادعاءات دقيقة أو مبالغ فيها، فإنها تشير إلى قلق النظام بشأن قدرته على التحكم في الروايات وقمع الاختلاف.
ومن الناحية التكتيكية، توضح تعليقات أشخاص مثل حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس السابق للنظام حسن روحاني، والحرسي يد الله جواني تحولًا متصورًا في تكتيكات المعارضة. تشير الإشارات إلى “عملية الضیاء الخالد 2” والمقارنات بالنزاعات المسلحة السابقة إلى رؤية النظام للاحتجاجات على أنها جزء من استراتيجية أكبر وأكثر خطورة من قبل خصومه.
وعلاوة على ذلك، أبرز تركيز السلطات للنظام الإیراني على التحكم في الإنترنت وإدارة السرد العام من قبل أحمد خاتمي خلال خطبة الجمعة في 22 نوامبر 2019. فقد أدان المحتجين وطالب باستمرار قيود الإنترنت لمنع انتشار ما يعتبره النظام أفكارًا مخربة.
وكان السرد الرسمي باستمرار يتمحور حول التخريب المنظم، وهو موضوع رئيسي في الخطب والبيانات التي تلت الانتفاضة. يعكس الاعتراف الواسع من قبل المسؤولين المختلفين بالأضرار الشاملة للممتلكات العامة والخاصة خلال الاحتجاجات عمق الأزمة التي واجهتها الحكومة.
كان الرد الرسمي يتضمن ليس فقط قمعًا فعليًا للاحتجاجات ولكن أيضًا حملة واسعة النطاق من الاعتقالات والترهيب العام، مما يشير إلى سياسة عدم التسامح تجاه الاختلاف. تم تكملة ذلك بالاعترافات العامة بمقياس الاضطرابات، والتي خدمت كتحذير للمعارضين المحتملين وكدعوة لأنصار النظام للتجمع ضد الأعداء المتصورين.
في الختام، كانت انتفاضة نوفمبر 2019 في إيران لحظة فارقة لكل من النظام والمعارضة. فقد عطلت الوضع الراهن،
وتحدت رواية الحكومة حول السيطرة والاستقرار، وأعادت إحياء النقاش العام حول تغيير النظام. لقد أعد الرد الصارم للنظام والقمع اللاحق المسرح لمزيد من الاضطرابات، حيث يبدو أن الجانبين يستعدان لصراع طويل الأمد حول مستقبل إيران. مع اقتراب النظام الملالي من عقده الخامس، تستمر أصداء “نوفمبر2019” في تشكيل المشهد السياسي لها، مع استخلاص الحكومة والمعارضة للدروس للمواجهات المستقبلية.
في السادس من ديسمبر لعام 2019، أكد مسعود رجوي، قائد المقاومة الایرانیة، على نجاح استراتيجية الكفاح التي تبناها جیش التحریر في المراكز العمرانية والأحياء والمدن التي شهدت الاضطرابات. وقد صرح رجوي قائلاً: «لقد أثبتت هذه الاستراتيجية فعاليتها على نطاق الوطن وأشعلت النيران في جميع أنحاء البلاد. هذا يبرهن مجددًا على أن النظام لا يفهم إلا لغة العنف والقوة والحسم. هذه الاستراتيجية تمثل بوليصة تأميننا للتحولات المستقبلية». هذه الكلمات تسلط الضوء على التزام المعارضة بمواصلة طريق الكفاح، معتبرين أن النضال المسلح قد يكون السبيل الوحيد لإحداث تغيير جذري في إيران.