اجتماع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية-آرشیف؛
الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مع إن هناك الکثير من المسائل والامور التي تدل وبصورة واضحة على إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، يعتبر معارضة وطنية إيرانية تتجاوز وتتخطى حدود القومية والطائفة والدين وإنه يقف على مسافة واحدة من جميع أطياف ومکونات الشعب الايراني، لکن قيامه بإعتماد خطة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية للحكم الذاتي لكردستان الإيرانية في اجتماع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عام 1983، إضافة الى أنها أثبتت مصادقية مسارها وسياقها الوطني فإنه لا تزال هذه الخطة المكونة من 12 مادة واحدة من أكثر النماذج العالمية شمولا في هذا الصدد، رغم مرور 41 عاما على اعتمادها.
إعتماد هکذا خطة للحکم الذاتي لکردستان الايرانية في بدايات تأسيسه، خطوة جريئة وغير مسبوقة لم تجرٶ أية معارضة إيرانية أخرى على مجرد التقرب منها، وإن هذا المجلس الذي إنتبه ومنذ بداية حکم نظام الملالي الى مقدار الظلم الواقع على القوميات المضطهدة، فإنه وقف وبکل مافي وسعه من قوة ضد اضطهاد الأكراد والعرب والتركمان والقوميات الأخرى من قبل هذا النظام. ولاسيما وإن هذا المجلس يٶکد في برنامجه على أن جميع القوميات وجميع الفروع والتنوع الوطني لوطننا يجب أن يتمتع بالحكم الذاتي الداخلي، مشددا على أن حقوقهم وحرياتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية يجب أن تضمن في إطار وحدة وسيادة وسلامة البلاد.
وتتضمن هذه الخطة ما يلي: تكفل جميع الحقوق والحريات المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمواثيق الدولية المتعلقة به، مثل حرية الفكر والتعبير، وحرية الصحافة، وحرية تشكيل الأحزاب والمنظمات السياسية، والنقابات والمجالس العمالية، والفلاحية والمهنية، والجمعيات الديمقراطية، وحرية اختيار المهنة ومكان الإقامة، وحرية الدين في كردستان ذات الحكم الذاتي كما هو الحال في سائر مناطق إيران. ويتمتع جميع سكان كردستان، رجالا ونساء، بحقوق اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية متساوية، دون أي تمييز جنسي أو قومي أو عرقي أو ديني، مثلهم مثل سكان باقي المناطق في إيران.
كما يؤكد البند السابع من الخطة ذات العشر نقاط لمستقبل إيران على الحكم الذاتي ورفع الظلم المضاعف عن القوميات والجنسيات الإيرانية وفقا لخطة المجلس الوطني للمقاومة بشأن الحكم الذاتي لكردستان إيران. وهذا يعني إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يعتبر بمثابة البديل السياسي الجاهز لهذا النظام الآيل للسقوط، قد أعلن عن إستعداده منذ بدايات تأسيسه على عزمه وإصراره من أجل التصدي ومواجهة کافة المسائل المهمة والحساسة التي رفض نظام الشاه ومن بعد نظام الملالي للتصدي له بل وحتى إنهما أصرا على تجاهله وإعتبار التصدي له بمثابة خيانة، لکن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومثلما أقر الکثير من الامور والقضايا الحساسة والمهمة نظير حقوق المرأة ومساواتها بالرجل والتعايش السلمي والاعتراف بالآخر فإنه إعتمد خطته الطموحة هذه من أجل بناء إيران نموذجية حضارية تسع الجميع دونما فرق وإستثناء.