موقع المجلس:
تجمعت مجموعة من المعلمين المتقاعدين في العاشر من نوفمبر، أمام وزارة التربية والتعليم في طهران، معربين عن تظلمهم بسبب عدم دفع مكافآتهم، في ظل تنامي اتجاه الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد. المتظاهرون، الذين سافروا من مدن متعددة، قد احتجوا بشكل خاص ضد عدم دفع 60٪ من مكافآتهم المستحقة لخدمة التدريس لمدة 30 عامًا.
وكان المشهد أمام الوزارة مشحونًا بالهتافات مثل “وزير عاجز، استقل، استقل”، “كل هذا الظلم، لم تشهد أمة من قبل”، “لو قلّ الاختلاس، ستُحل مشكلتنا”، “يا معلم ارفع صوتك، استعد حقك”، “يا معلم قف، لإزالة التمييز”، “هيهات هيهات من كل هذا الطغيان”، و”المسؤولون الكاذبون، أين ثمرة جهدي؟” تعكس هذه الشعارات الإحباط العميق بين المتقاعدين تجاه الإهمال المنهجي وسوء الإدارة المالية من قبل السلطات.
ومع حمل اللافتات التي تحمل رسائل مثل “وعود فارغة، أُهدرت مكافآتنا” و”إذا كنت إعصارًا لتسرق مكافأتي، فأنا صخرة في طريقك”، استهدف المتظاهرون تسليط الضوء على معاناتهم من خلال الرمزية البليغة. ويتهم المتظاهرون وزير النظام، الذي يختبئ وراء القضايا الدينية بدلاً من معالجة مخاوف المعلمين، بإهمال واجباته. قالوا: “سيدي الوزير، واجبك هو التعليم. مسؤولونا، عندما لا يكون لديهم ما يقدمونه، يربطون القضايا بالوضوء والصلاة. سيدي الوزير، في خطابك الأول، تتحدث عن صلاة الطلاب. واجبك هو التعليم.”
وأظهرت الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أن العديد من المتقاعدين، الذين وصلوا إلى طهران من مدن مختلفة، اضطروا لقضاء الليلة السابقة في الحدائق وهم يتحملون البرد للمشاركة في الاحتجاج. وكان من المقرر أن يستمر التجمع، الذي بدأ يوم الأحد، حتى يوم الاثنين، 11 نوفمبر، أمام مبنى الوزارة.
ومع تزايد الاحتجاجات في إيران يومًا بعد يوم بسبب الفقر المستشري والتضخم الذي يؤثر على جميع الطبقات الاجتماعية، من المتوقع أن تنتشر هذه الاحتجاجات أكثر. فقد انخفضت العملة الوطنية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق بسبب سياسات النظام، مما زاد من اليأس الاقتصادي.
ويجادل النقاد بأن النظام، بدلاً من معالجة القضايا المالية ورفاهية الشعب، يركز على التحريض على الحروب في المنطقة وينفق ملايين الدولارات لدعم المجموعات الإرهابية. يعتقد الخبراء أن الصراع المستمر بين الشعب ونظام إيران يقترب من نهايته، وقد لا يمضي وقت طويل قبل أن تتحول هذه الاحتجاجات اليومية إلى ثورة أو تمرد.
ويشير الإهمال المستمر للحقوق المالية للمعلمين وسوء الإدارة الاقتصادية الواسع النطاق إلى أن النظام يواجه أزمة وجودية، حيث يكافح مع الاضطرابات الداخلية وعدم الرضا الواسع النطاق. من المرجح أن يكون هذا السيناريو بمثابة محفز لمزيد من الاضطرابات، مما يشير إلى أوقات مضطربة قادمة لهيكل الحكم في إيران.