موقع المجلس:
في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من شهر،
أصدرت الأمم المتحدة تحذيراً خطيراً بشأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. و یواجه القطاع الظروف المأساویة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من شهر، کما اکدت الأمم المتحدة علی أن المدنيين الفلسطينيين يعانون من الجوع والموت في ظل ظروف معيشية وصفها المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأنها “مميتة”.
وأكد دوجاريك، في مؤتمر صحفي عقده يوم الأربعاء، أن الحصار الإسرائيلي المفروض على شمال غزة تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستوى غير مسبوق، مما يهدد حياة آلاف المدنيين، في حين يقف العالم متفرجاً. وأضاف أن هذه الأوضاع الكارثية تتطلب تحركاً فورياً لوقف ما وصفه بـ”الجرائم”. وأوضح دوجاريك أن المسؤولية في تأمين الحاجات الأساسية للمدنيين تقع على عاتق إسرائيل، مشيراً إلى أن إيجاد بديل لخدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” يقع ضمن مسؤوليتها.
وفي السياق نفسه، أفاد دوجاريك نقلاً عن مصادر ميدانية بأن الوضع في الضفة الغربية والقدس الشرقية يشهد تدهوراً آخر؛ فقد تم تدمير ما يقرب من ألف منزل فلسطيني هذا العام، مما أدى إلى تهجير أكثر من 1100 شخص، 40% منهم من القدس الشرقية. وأشار إلى أن هذه الإجراءات الإسرائيلية في الضفة تزيد من معاناة الفلسطينيين وتجعل من الصعب على الأسر البقاء في منازلها.
وتعود بداية القصف الإسرائيلي على شمال قطاع غزة إلى الخامس من أكتوبر الماضي، حيث شن الجيش الإسرائيلي هجمات مكثفة بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها”. لكن الفلسطينيين يرون في هذه التحركات مسعىً إسرائيلياً لتهجيرهم والسيطرة على المزيد من الأراضي. وقد تزامن هذا القصف مع حصار مشدد حال دون خروج أو دخول أي شخص إلى شمال القطاع، ما عدا عبر حواجز التفتيش، في خطوة زادت من عزل المنطقة وساهمت في تعميق الأزمة الإنسانية.
الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى قراراً يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية
رويترز: مجموعة العشرين تقول إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
نتيجة لهذا الحصار، تدهورت خدمات الدفاع المدني ومرافق الرعاية الصحية إلى حد كبير، حيث خرجت منظومة الإسعاف عن الخدمة بسبب نقص المعدات، وتوقفت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني عن أداء مهامها.
هذا الحصار والتدهور المتسارع في الأوضاع الصحية والمعيشية دفع المجتمع الدولي للتحرك، إذ صدرت قرارات من مجلس الأمن تدعو لوقف الهجمات على الفور، إلى جانب أوامر من محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المزيد من أعمال الإبادة الجماعية في غزة. ومع ذلك، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى استمرار إسرائيل في عملياتها دون الاكتراث بهذه الدعوات.
منذ بدء التصعيد، خلفت هذه العمليات العسكرية نحو 146 ألف ضحية بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود. وتؤكد التقارير الأممية أن هذه الكارثة الإنسانية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وتستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لإنقاذ حياة الآلاف من المدنيين الذين باتوا يواجهون المجاعة والموت.