الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
تزامنا مع قيام ألمانيا بإغلاق ثلاثة من قنصليات نظام الملالي وتزايد الدعوات في داخل ألمانيا لإغلاق السفارة الالمانية نفسها بسبب من النشاطات الارهابية والتجسسية للنظام وسياسات الابتزاز التي يمارسها فإنه وبسبب من الممارسات القمعية المستمرة والانتهاکات الفظيعة في مجال حقوق الانسان من جانب نظام الملالي ففإنه وخلال الدورة لتاسعة والسبعين للجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أعرب ممثلو دول متعددة عن قلقهم البالغ بشأن سجل حقوق الإنسان في إيران، وذلك بناء على تقرير المقررة الخاصة ماي ساتو الذي سلط الضوء على الانتهاكات الممنهجة، والتمييز، والارتفاع المقلق في حالات الإعدام تحت النظام الإيراني الحالي.
وبنفس السياق فيما يخص العواقب الوخيمة لسياسة الاسترضاء، كتب البروفيسور أليخو فيدال كوادراس، نائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق، في مقال في مجلة “تاغس شبيغل” الالمانية بتاريخ 31 أكتوبر،مشيرا الى المؤامرة الإرهابية التي استهدفت تفجير التجمع السنوي للمقاومة في عام 2018: “كان من المفترض أن تؤدي محاولة التفجير المخططة لمؤتمر باريس إلى تغييرات سياسية جذرية في مواجهة التهديدات الإرهابية الإيرانية. إلا أن سياسة الاسترضاء، التي كانت الركيزة الأساسية لأوروبا على مدى ثلاثة عقود، حالت دون ذلك. فلم تأخذ السلطات الأوروبية هذا الخطر بالجدية اللازمة… ويعكس هذا مدى تغلغل سياسة الاسترضاء في العلاقات الأوروبية مع الجمهورية الإسلامية. لقد عرضت هذه السياسة حياتي وحياة عدد لا يحصى من المعارضين البارزين للنظام الإيراني للخطر، كما عززت دعم النظام الإيراني للجماعات الإرهابية في المنطقة، وساهمت بشكل مباشر في تأجيج خطر نشوب حرب واسعة في الشرق الأوسط”، وأضاف كوادراس منتقدا بشدة” تجنب الاتحاد الأوروبي تصنيف حرس النظام الإيراني كمنظمة إرهابية”، مؤكدا على الحاجة لإنهاء سياسة الاسترضاء تجاه ديكتاتورية الملالي. وأضاف: “على الحكومات الأوروبية الاعتراف رسميا بحق الشعب الإيراني ومقاومته في مواجهة القمع المتواصل من النظام الاستبدادي الحاكم”.
کل هذا يجري في ضوء الفشل الکبير والهزائم الکبيرة لسياسة تصدير التطرف والارهاب وإثارة الحروب في المنطقة الى جانب تزايد دولي ملفت من أجل إدراج جهاز الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية، لکن إضافة الى کل ماذکرناه فإن نظام الملالي يشعر بالخوف الاکبر من جراء إستمرار الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق في نشاطاتهم ضد مراکز القمع في إيران وإضرام النار فيها، ولاسيما وإن هذا النشاطات تتوسع دائرتها يوما بعد يوم، وبهذا الصدد فإنه و في الذكرى الثانية لأحداث “الجمعة الدامية في خاش” في 4 نوفمبر 2022، نفذ شباب الانتفاضة سلسلة من العمليات الاحتجاجية في مختلف المدن الإيرانية يوم الجمعة، 1 نوفمبر 2024، تكريما لذكرى الشهداء وتأكيدا على استمرارية مطالبهم بالعدالة والحرية. وجاءت هذه الفعاليات على شكل هجمات رمزية استهدفت مقرات حكومية ومواقع رمزية للنظام، مما زاد من زخم الحراك الشعبي في وجه القمع.
وفي نشاطات مماثلة، فقد شهدت مدينة شيراز حادثة انفجار استهدفت مقرا للباسيج التابع للحرس. هذه المؤسسة تعتبر إحدى الأدوات الرئيسة في قمع المعارضين وإسكات الاحتجاجات الشعبية، ما جعلها هدفا لشباب الانتفاضة الذين يسعون إلى تعطيل دورها في ممارسة القمع داخل المجتمع الإيراني.
أما في مدينة کلپایکان، تعرضت لجنة تعرف باسم “لجنة نهب خميني” لانفجار استهدف رموز النظام المتورطة في عمليات الفساد المالي والاستغلال الاقتصادي. يرى المعارضون أن هذه اللجنة تمثل غطاء للنهب والإفقار المنظم، ولذا تم استهدافها في محاولة لفضح السياسات المالية التي تستهدف الشعب الإيراني.
وفي العاصمة طهران، أضرم شباب الانتفاضة النيران في ثلاثة مقرات تابعة للباسيج، في خطوة تهدف إلى تقويض دور هذه المؤسسة القمعية التي تساهم في تنفيذ سياسات النظام القاسية ضد المواطنين. يعتبر هذا التحرك تصعيدًا ضد النظام في العاصمة ذات الرمزية العالية، ويؤكد تصميم الانتفاضة على مواجهة أدوات القمع في كل أنحاء البلاد.