موقع المجلس:
يواصل “شباب الانتفاضة” عملياتهم ضد قوات القمعية للنظام الإيراني. وقام شباب الانتفاضة في الايام الاخيرة باضراب النار في مقرات الباسيج و قوات الحرس للنظام في طهران و العديد من المدن الإيرانية من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق البلاد.
وفي الرابع من نوفمبر، أطلق شباب الانتفاضة سلسلة من الهجمات المنسقة ردًا على اعتداء قوات الأمن هدم منازل الفقراء من البلوش في منطقة زيبا شهر في تشابهار. واستهدفت هذه الهجمات عدة مواقع رئيسية، من بينها مقر قيادة الباسيج التابع للحرس النظام في طهران، وحوزة الباسيج في كرمانشاه، ومركز آخر لقمع النساء في شيراز. وتعكس هذه العمليات المنسقة نهجًا استراتيجيًا ومتصاعدًا لتحدي القمع الذي يمارسه النظام.
وقبيل ذلك، في الثالث من نوفمبر، وتحديدًا في اليوم الأربعين لوفاة عمال المناجم في طبس الذين قضوا في ظروف مأساوية، شهدت عدة مدن إيرانية، من بينها شيراز، وكلبايكان، وطهران، ومشهد، وشوش، وكَرَج، وأهواز، تعبئة عامة لشباب الانتفاضة. ففي عشرة أحداث منفصلة، استهدفت هذه المجموعات مقرات الباسيج والحرس النظام ومراكز تابعة للنظام. كما أُحرقت لافتات تحمل صورًا لقاسم سليماني، في إشارة إلى رفض قمع النظام ودعمه لقوى تعمل بالوكالة. ولم تقتصر هذه الهجمات على المطالبة بالعدالة للعمال الذين قضوا، بل اتسعت لتشمل مواجهة البروباغندا والتهديدات التي يمارسها النظام.
في الثاني من نوفمبر، ركز شباب الانتفاضة نشاطاتهم على إحياء ذكرى “جمعة خاش الدموية” في مثل هذا اليوم من العام الماضي، خصوصًا في المناطق البلوشية. وبعد صلاة الجمعة، جدد الشباب عهدهم مع الشهداء الذين سقطوا، عبر شعارات مثل “رسالة شهداء جمعة خاش الدموية: النار لا تجابه إلا بالنار” و”رسالة دم الشهيد: انهضي يا بلوشستان وانهضي يا إيران”. وتزامنت هذه الشعارات مع عمليات موازية في كل من زاهدان، ومشهد، وقزوين، وكَرَج، وطهران؛ حيث تم استهداف عدة مواقع، من بينها مكتب القضاء الإقليمي، ومبنى البلدية في المنطقة الأولى، وحوزة تابعة للباسيج، ولافتة تروج لميليشيات موالية للنظام. من خلال هذه الأنشطة، حرص الشباب على تذكير الإيرانيين باستمرار روح الانتفاضة وحثهم على الصمود ضد السلطة الاستبدادية.
وفي الأول من نوفمبر، نفذ شباب الانتفاضة عمليات في كل من يزد، وإسلام آباد غرب، وبَم، وذلك استجابة للارتفاع الملحوظ في عمليات الإعدام التي يقوم بها النظام، حيث شهدت البلاد 39 حالة إعدام خلال الأيام التسعة الأولى من نوفمبر. جاءت هذه العمليات كمحاولة لمنع النظام من الاستمرار في حملته القمعية بعيدًا عن الأضواء.
وأظهر شباب الانتفاضة التزامهم بدعم المجتمعات المهمشة والمحرومة، ففي الحادي والثلاثين من أكتوبر، ردوا على جريمة بشعة ارتكبها النظام في سجن أرومية، حيث أقدمت السلطات على بتر أصابع شقيقين فقيرين بتهمة السرقة. وجاءت هذه الحادثة كدليل آخر على قسوة النظام، وردود أفعال الشباب أظهرت رفضهم لهذه الأساليب الوحشية. وقبل ذلك بأيام، دافع شباب الانتفاضة عن الباعة الجوالين في جرجان، الذين تعرضوا للاعتداء الجسدي على يد عناصر النظام، مما حرمهم من مصدر رزقهم الضئيل.
وتمثل استراتيجية شباب الانتفاضة تحديًا للنظام، إذ يتمكنون من تجاوز أساليب المراقبة المكثفة ويبتكرون طرقًا جديدة لمواصلة عملياتهم. ويجسد تصاعد نشاطهم إصرارًا متزايدًا من قِبل من يعيشون تحت ظلال القمع ويدركون حجم المخاطرة في مواجهة أجهزة الاستخبارات والأمن التابعة للنظام.
وليس هذا الحراك مجرد حركة سياسية، بل إنه يعكس التزامًا اجتماعيًا قويًا تجاه دعم الطبقات المسحوقة في إيران. فتدعم مجموعات الشباب، عبر عملياتهم، عمال المناجم والبائعين الجوالين وضحايا العنف الحكومي، مما يعكس عزمهم على مواجهة الظلم والفساد. كما تستهدف عمليات الشباب عناصر القمع وترسل رسائل تضامنية واضحة إلى المجتمع الإيراني، مؤكدة التزامها بمحاربة الطغيان وبتحقيق العدالة لكل المظلومين.
ويظهر شباب الانتفاضة، من خلال هذه العمليات المتواصلة، كقوة موحدة ومتجذرة في الشوارع الإيرانية، وتحمل أملاً في أن يأتي اليوم الذي ينقشع فيه ظلام الاستبداد عن سماء إيران.