صوت العراق – محمد حسين المياحي:
کل تلك التأکيدات وکل ذلك الکلام الکثير من جانب الرئيس الايراني، مسعود بزشکيان بخصوص التغيير وتحسين الاوضاع وما إليه من وعود وعهود معسولة، يبدو إنها وخلال أقل من 3 أشهر قد أصبحت مجرد هواء في شبك!
المحاولات المستميتة التي بذلها بزشکيان من أجل کسب ود الشعب الايراني وجعله يکف عن مواجهته وصراعه مع النظام ذهبت أدراج الرياح والذي يثير الحزن والکآبة والتشاٶم لدى النظام، هو إنه وتزامنا مع هذا الفشل والاحباط الذي واجهه مع الشعب، فإن بزشکيان وعلى الرغم من تهافته في التملق والتودد للولايات المتحدة الامريکية، فإنه لم يتمکن من أن يحقق هدفه ويجد بعض اللين من جانبها ومن جانب البلدان الغربية من المفيد هنا التنويه عن إنه قبل أکثر من أسبوع، فإن الاتحاد الاوربي قد فرض عقوبات على 3 شرکات طيران للنظام الايراني وبالاخص شرکة إيران إير، والذي يضاعف من قلق وخوف النظام وإنزعاجه من هذه العقوبات، إن المقاومة الايرانية کانت تتابع هذه القضية من فترة وحتى إنها وقبل 6 أشهر من الان کانت قد فضحت شرکة إيران إير بأنها تستخدم لحمل ونقل الاسلحة الى وکلائها في المنطقة، هذا الى جانب ما صدر من تصريح من قبل أکثر من أسبوع عن رئيس وزراء السويد، يطالب فيه بإدراج الحرس الثوري الايراني ضمن قائمة المنظمات الارهابية ناهيك عن أن المانيا کانت قد أعلنت هي الاخرى بأنها تتابع موضوع إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب بل وحتى إن جوزف بوريل، الذي کان يتميز بليونته مع النظام الايراني فإنه أکد من جانبه إن إحتمال إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب، أمر وارد وممکن!
هذه الضغوط الدولية المتزايدة وعدم وجود أي نوع من الانفتاح الدولي على النظام وتقبل طروحاته وإقتراحاته، يثبت بکل وضوح إن بزشکيان ونظامه ومنذ أن تولى السلطة، لم يحصدان سوى الخيبة والفشل، وکل المٶشرات تدل بأنه ليس هناك ما يدعو النظام للشعور بالامل والتفاٶل ولاسيما بعد إزدياد غرق النظام أکثر فأکثر في مستنقع حروبه المثارة في المنطقة.
المصيبة أن بزشکيان لايحصد الفشل والاخفاق من جانب الشعب الايراني ومن جانب المجتمع الدولي فقط، بل وحتى إن حصاد الخيبة والفشل تشمل أيضا مساعيه المحمومة من أجل رص الصفوف بين فصائل النظام التي صار واضحا بأنه وبالاخص بعد تنصيب بزشکيان تنهش ببعضها البعض، وهي وفي ظل الاوضاع المتأزمة والخطيرة والحرجة التي يواجهها النظام فإنها تنأى بنفسها عن المساعي التي يبذلها بزشکيان من أجل رص صفوفها وتسعى کل واحدة منها للتصرف وفق ماتراه مناسبا لها.
في ضوء کل ما أسلفنا ذکره، فإن تزايد الضغوط الدولية على النظام الايراني يٶکد بأنه لم يعد هناك من ثقة وإطمئنان بهذا النظام وإن الافضل هو معاملته بحذر مصحوب بالصرامة!