موقع المجلس:
خاصة بعد كارثة منجم طبس، عمال المناجم في إيران، أصبحوا مرة أخرى ضحايا الإهمال وسوء الإدارة الحكومية. الحادثة التي راح ضحيتها عشرات العمال الذين لقوا حتفهم تحت الأنقاض والدخان، تعد رمزاً للوضع السيء الذي يعاني منه عمال المناجم في البلاد. عدم الامتثال للبروتوكولات الأمنية وغياب الرقابة الجادة جعل هؤلاء العمال عرضةً لخطر دائم. الأدلة تظهر أن العديد من هذه الوفيات كان من الممكن تفاديها؛ لكن بسبب غياب معدات الأمان وأنظمة الإنذار، لقي العمال حتفهم بسهولة.
حتى أعضاء مجلس النظام اعترفوا بعدم وجود رقابة كافية. مير محمدي ميبدي، عضو لجنة الصناعة في البرلمان، قال: “تم التنبيه حوالي 12 مرة قبل الحادثة من قبل هيئات مختلفة، لكن لم يتم الالتفات إليها، وأُعلن أن استمرار النشاط لا مانع منه!” كما أشار إلى أن العمال كان لديهم 15 دقيقة للفرار من المنجم، لكن بسبب غياب غرفة التحكم، لم يكن لديهم فرصة للنجاة.
بيت الله عبداللهي، عضو آخر في البرلمان، قال: “المشكلة الرئيسية ناتجة عن غياب الرقابة الجيدة. الزيارات والتفتيشات في مختلف الحالات صورية وشكلية ولا تنتج عنها نتائج ملموسة.”
مصطفى نخعي، عضو آخر في البرلمان، أعرب عن مخاوف مماثلة وقال: “هناك همسات تشير إلى أن المناجم سيتم إعادة تشغيلها دون تحسين الأنظمة الأمنية ودون الالتفات إلى إجراء تغييرات في السلامة.”
رضا عليزاده، رئيس لجنة الصناعة والمناجم في البرلمان، انتقد عدم الامتثال للبروتوكولات الأمنية وقال: “بحسب التقرير، فإن عدم الامتثال للبروتوكولات الأمنية من قبل مدير المناجم أدى إلى وفاة عدد من العمال، ولا تزال البروتوكولات ومعايير السلامة لا تُتبع.”
في نفس السياق، محمد رضا بابايي كارنامي، عضو آخر في البرلمان، أشار إلى أن “لو تم اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب في بلوك B وبلوك C، لما فقدنا هذا العدد من مواطنينا.”
كارثة منجم طبس: مثال على الجرائم المستمرة
كارثة منجم طبس توضح الإهمال الكبير بحياة العمال. بعد انفجار غاز الميثان، أدى انتشار غاز أول أكسيد الكربون إلى وفاة صامتة لـ29 عاملاً آخرين. كل هذا في حين أن أنظمة الإنذار والمعدات الأمنية كانت تستطيع منع هذه الكارثة. تشير الأدلة إلى أن الهيئات المختلفة قدمت ما لا يقل عن 12 تحذيراً قبل وقوع الحادثة، لكن تم تجاهل هذه التحذيرات.
العمال ضحايا السياسات الحكومية
يعمل العديد من عمال المناجم في ظروف قاسية وخطيرة، دون الحصول على الدعم اللازم للأمان والرفاهية. الفساد وسوء الإدارة والأولويات الحكومية الخاطئة التي تركز بشكل أكبر على إشعال الحروب والتدخلات الإقليمية، أعاقت الاهتمام برفاهية وحقوق العمال. بينما تنفق الحكومة ميزانيات ضخمة في الحروب بالوكالة في المنطقة، يعيش أكثر من نصف الشعب الإيراني تحت خط الفقر، ويواجه عمال المناجم، الذين لا يحصلون حتى على الحد الأدنى من أدوات السلامة، مخاطر جسيمة تهدد حياتهم.
الوضع المتردي لعمال المناجم في إيران، بما في ذلك كارثة منجم طبس، يظهر بشكل واضح عدم الاكتراث بحياة ورفاهية القوة العاملة. وفي الوقت الذي يخصص فيه النظام أولوياته للسياسات الحربية، يواجه العمال داخل البلاد مشكلات الفقر، وانعدام الأمان، والتجاهل لحقوقهم الأساسية. السياسات الحكومية التي تسعى لتحقيق الإنتاجية الاقتصادية على حساب أرواح العمال، هي دليل واضح على عدم التزام النظام برفاهية الشعب. ما لم تتغير هذه السياسات، ستستمر الكوارث المماثلة في الحدوث، وسيظل العمال ضحايا لهذا الوضع المأساوي.